بيروت - نانسي فاخوري
سعيد عقل، الشاعر والاديب والمفكر اللبناني الكبير، اطفأ الاسبوع الماضي شمعته السادسة بعد التسعين في حفل خاص زينته باقة زهر كبيرة من الرئيس ميشال سليمان مع بطاقة بتوقيعه ضمنها قوله: «توجت القوافي بأبهى امجادها، وتوجك لبنان بما في عظمته من امجاد، وكل عام وانت متوج بقمم الاعمار».
أجمل الهدايا
هذه الرسالة الصغيرة والعميقة تليت وسط باقة من الادباء والشعراء، وكان لها الاثر الكبير في نفس الشاعر عقل الذي تمنى لو تسعفه صحته ليذهب الى بعبدا ويشكر سيد القصر الرئاسي «هذا الرئيس الكبير» على لياقته.
فهو لم يلتق به بعد، واعتبر ان ثقافة الرئيس سليمان تجلت في خطاب القسم، معربا عن تأثره وسعادته بباقة الزهر لأنه «لا توجد هدية اغلى عندي من الزهر»، وانتقد هذا الجيل «شبه المثقف»، داعيا الشباب الى الاكثار من القراءة.
الجــلسة الــحميمة لا تكــتمل مــن دون شــعر سعيد عقــل واحــلى لحظاته عندما يقرأ شعره صديقه الودود الشاعر هنري زغيب الذي خصص له برنامجا من 52 ساعة للتحدث عنه، وما ان يبدأ الشاعر زغيب قراءة اول بيت من القصيدة حتى يبادر الشاعر عقل الى تكملتها باحساس رائع.
والــى جــانب حديثه عن لبنــان، تطــرق الاديب الكبير للكــويت «هذا البلد العظيم الــذي احبــه واتمــنى لو ازوره مــرة اخرى»، الواقع كــان للكويت الحصة الكبرى في احاديث سعيد عقل بهذه المناسبة، مشيرا الى ان زيارته للكويت سبقت اجتياح الديكتاتور صدام حسين، وقد عاش فيها بضعة اشهر ورافق طقسها الحار والبارد، وقد تركت الكويت في نفسه اثرا كبيرا كما اشار.
خط الفضيلة
الشعر العربي عند عقل ليس تركيبة لغوية موزونة، بل هي لغة قائمة بذاتها تقوم اساسا على مطلق الخير تتجافى كلماته عن اي تعبيرات تخرج السلاسة الشعرية من مكنونها الخيري، فلا شرور ولا خروج عن خط الفضيلة.
وشدد على وجوب ان ننظر الى الاشياء الايجابية ونتكلم عنها لدى الناس فانا لا اكتب الا عن الاشياء العظيمة، ولدي دخل من هذه الكتب».
وتساءل: لماذا تحب الناس كتبي؟ ولماذا تكلم هنري زغيب خلال 52 ساعة عن كتاب سعيد عقل؟
يجيب على سؤاله بنفسه: لانه لا توجد كلمة الا عن الجمال؟
وانتقد عقل الكاتب الذي يكتب عن ملكة عشقت أخا زوجها وقتلته بالاشتراك مع هذا الاخ، قائلا: أنا لا اكتب عن امر كهذا، ولا سطر لانها لا تستأهل».
غنيت مكة
وتحدث الاديب الكوني عن اعتزازه بقصيدته الشهيرة عن مكة المكرمة والتي غنتها السيدة فيروز «غنيت مكة أهلها الصيد والعيد يملأ اضلعي عيدا».
كما تحدث عن مناسبة كتابته عن مكة وهو المسيحي الوحيد الذي ذكرها في قصائده فاستذكر جلسة جمعته بالراحل الكبير عاصي الرحباني وسفيرتنا الى النجوم فيروز، اذ دندن «غنيت مكة» فلاقاه عاصي في منتصف الطريق لتكتمل القصيدة وتتحول فيما بعد الى قصيدة مغناة.
واكد عقل انه لا يفرق بين مسلم ومسيحي فالناس عنده سواسية بغض النظر عن دينهم، قائلا: احبهم جميعا، وانا اصلي حتى لاعدائي ولا اكره احدا.
وفي غمز من قناة بعض قدامى الشعراء العرب يستغرب عقل كيف مدح البعض كافور الاخشيدي حاكم مصر ونسوا مكة المكرمة!
واختتم الحفل بقصيدة القاها زغيب وهي الاحب الى قلبه وهي بعنوان «لمسات ريشة».