بيروت - ندى مفرج سعيد
تستعد زحلة لاقامة قداس و«جناز» على روح المخرج الكبير يوسف شاهين في كنيسة مار الياس الطوق التي لطالما احبتها عائلته والراحل الذي كان يصر على زيارتها كلما زار مرتع طفولته زحلة ومنزل اهله القديم.
يذكر ان الممثل العالمي المعروف عمر الشريف لبناني الأصل ايضا واسمه الحقيقي ميشيل شلهوب، هو ابن مدينة زحلة اللبنانية ايضا، فالمخرج الذي اشتهر باسم «يوسف شاهين»، هو جبران اديب صوايا، مواليد الاسكندرية عام 1927، حيث انتقلت اسرته الى هناك، وينتمي الى طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، ويحمل سجله الرقم 134 حي مار الياس، وليس مصريا كما اذاعت بعض وسائل الاعلام، كما يقول مختار حي الراسية جوزف حوكو وقريب المخرج يوسف شاهين.
وكان وقع خبر وفاته في زحلة كالصدمة والوجوم على اقاربه من عائلتي حوكو الذين كانوا قد وعدوا شاهين في العام 2001 بأن منزل طفولته في الراسية سيكون متحفا وان يقام له تمثال لأنه فخر لزحلة وللبنان.
في العام 2001 زار المخرج شاهين زحلة، فكرمته البلدية باطلاق اسمه على شارع حي مار الياس واقيم آنذاك احتفال ضخم بحضور كبار السياسيين اللبنانيين ومحبيه واقاربه.
يؤكد حوكو ان شاهين غادر الى مصر في اوائل الثلاثينيات وهناك عاش حياته وفي الخمسينيات زار زحلة لأول مرة بعد سفره الى مصر وكان برفقته الشحرورة صباح والفنان شكري سرحان وفي العام 1995 كانت اول زيارة له بعد انتهاء الحرب اللبنانية الى مدينة زحلة حيث زار نسيبته الوالدة حنينة، كما كان يدعوها.
في تلك الزيارة بحث شاهين عن مفتاح منزله الذي كان يهوى اللعب فيه واصر على الاحتفاظ به كذكرى غالية لمنزل شهد ولادته.
اليوم، لم يتبق من منزل يوسف شاهين سوى واجهته الخارجية بابوابها الخشبية الثلاثة. وغرف المنزل الضيقة تحولت الى مستودعات تجارة، في ارجائها صدى تلك الايام الماضية وبندقية صيد كانت رفيقة والده اديب.
حتى اليوم مازال يحتفظ المختار حوكو بأرشيف يوسف شاهين الذي يضم العشرات من الصور للمخرج وعائلته في منزله في زحلة بالاضافة الى ارشيف من كل ما كتبته الصحافة اللبنانية عنه.
ومساء اليوم الثلاثاء تكرم بيروت يوسف شاهين على مسرح المدينة، يقول حوكو: باقة حب لهذا السينمائي الذي، خلافا لغيره من المبدعين العرب، وقف الى جانب الشعب اللبناني في اسوأ ظروف مر بها منذ سنوات، ربيع 2005، كيف نرد الجميل لأكبر سينمائي عربي آت من عاصمة الفن السابع في العالم العربي؟ بأي عبارات نحن قادرون على القاء تحية لسفير عربي سبق لادارة «كان» ان كرمته في يوبيلها الذهبي بجائزة استثنائية؟ هل نخاطبه مبدعا مصريا ذا اصول لبنانية شاء القدر ان يكون مصريا؟ هل نعتذر منه لأن جمهورنا المنهمك في تدبير مستلزمات يومه المسترخي قبالة التلفزيون، لم يستجب لدعوته ولم يتوحد مع افكاره وهواجسه في افلامه الاخيرة؟ واعدين اياه بان نعيد النظر في طروحاته بعد حين.
هل يجب ان نشكره لأنه انذرنا بالخطر المحدق بلبنان في فيلمه «عودة الابن الضال»، ام ان ذلك الشكر واجب عليه، لأن بيروت قد تكون افضل العواصم العربية التي يمكنه التصدي منها للأنظمة العربية المتخلفة، وان يقول بالحرف الواحد انه «يسخر احيانا من الحكومة (المصرية) ومن اغبياء الرقابة بتعابير بريئة تتخطى فهمهم؟».
هذا وشارك اكثر من 1500 شخص منهم عشرات الفنانين في جنازة الراحل شاهين في كاتدرائية القيامة للروم الكاثوليك بحي الظاهر في القاهرة.