عبدالله قنيص
علمت الأنباء من مصادر أمنية مطلعة أن الإدارة العامة للمباحث الجنائية قامت باستدعاء عدد كبير من منتسبي إدارة حماية المطار خاصة ضباط وأفراد نوبة فجر الخميس وعدد من رجال المباحث المكلفين في تلك الليلة على خلفية الاختراق الأمني الكبير الذي شهده مطار الكويت الدولي الخميس الماضي عندما تمكن وافد مصري 38 عاما من التسلل إلى داخل حظائر الطائرات المحظورة وقام بالدخول إلى طائرة تابعة لشركة طيران الإمارات كانت متوقفة في الساحة وحاول تشغيلها وعندما فشل قام باتلاف عدد من أجهزتها الملاحية وهو الخبر الذي انفردت بنشر تفاصيله «الأنباء» في عددها أمس.
وقالت المصادر ان القضية سجلت صباح الخميس بعد الحادثة بساعات في مخفر جليب الشيوخ تحت رقم 1146/2008، وكان مقدم البلاغ هو ممثل شركة طيران الاتحاد ووجهت تهمة اتلاف ممتلكات الغير وتم احتجاز المصري في مخفر الجليب قبل إحالته مساء الجمعة إلى مقر الإدارة العامة لاستكمال التحقيقات معه والتي تضاربت أقواله بها إلى درجة كبيرة، حيث قال في التحقيقات الأولية أنه كان يريد تشغيلها والطيران بها إلى مدينة الأقصر قاصدا أهله، ثم عاد وغير أقواله قائلا انه كان يبحث عن أحد اصدقائه.
وأكدت المصادر أن تحقيقات رجال المباحث الجنائية مع الوافد المصري تركزت حول كيفية تسلله إلى مطار الكويت وعبور بوابات الأمن الشديدة الحراسة، وأوضحت المصادر أن الوافد المصري الذي يعمل في شركة تجارة عامة ومقاولات مقرها العاصمة قال: «اختلفت مع صاحب الشركة حول تجديد إقامتي لدى شركته، ورفض تجديد إقامتي ما لم أدفع له مالا زائدا مقابل نقل إقامتي، ولما كنت لا أملك المبلغ الذي يطلبه، قررت أن أسافر إلى بلدي فتوجهت إلى المطار رغم أنني لا أملك ثمن التذكرة ولا جواز سفري الذي يمتلكه كفيلي صاحب شركة المقاولات الذي رفض منحي إياه» وقالت المصادر ان المصري شرح كيفية تسلله إلى داخل منطقة حظائر الطائرات رغم تضارب أقواله قائلا: «لم أستطع دخول المطار من البوابة الرئيسية، خاصة أنني حاولت ذلك فعلا ولكنني وجدت الدخول إلى بوابة المغادرين لا تتم إلا بجواز سفر وبطاقة صعود طائرة وتذكرة، وقمت بتفحص صالة المطار ووجدت استحالة الدخول، فتوجهت إلى مبنى نقل البضائع الملاصق للمطار، وتمكنت من التسلل حتى وصلت إلى موقف شاحنات البضائع وقمت بالقفز فوق إحداها وكانت متوجهة إلى داخل ساحات المطار حتى وصلت إلى الحظيرة التي كانت تتوقف فيها الطائرات ومنها تسللت إلى الطائرة».
وأوضحت المصادر أن تضارب اقوال المصري كانت تحتمل أمرين إما أنه جاهل إلى درجة الغباء أو أنه يعاني من اضطراب نفسي شديد خاصة أنه عندما سأله المحققون عن محاولته تشغيل الطائرة قال: «حاولت تشغيل الطائرة لأنني هكذا كنت أشاهد في الأفلام الأجنبية وكيف يقوم أناس لا يعرفون قيادتها بالتحليق بها».
واختتمت المصادر قولها ان المصري سيخضع لمزيد من التحقيقات قبل إعلان نتائجها بكتاب رسمي يرفع إلى مكتب وزير الداخلية بالإضافة إلى نتائج التحقيق مع من تمت إحالتهم إلى التحقيق من منتسبي إدارة حماية أمن المطار ورجال المباحث كما سيشمل التحقيق موظفين مدنيين في قسم الشحن والبضائع وآخرين.
فيما أشارت مصادر في الطيران المدني الى أن ممثل شركة طيران الاتحاد سيكمل قضيته ضد الوافد المصري بسبب اتلافه لأجهزة الطائرة التي تسلل إليها، وقالت المصادر ان مبلغ التعويض سيصل إلى عشرات الآلاف من الدنانير.
هذا واستمر تطبيق تشديد إجراءات الأمن في المطار بعد الحادثة التي كشفت خرقا أمنيا كبيرا في مطار الكويت الدولي، وتسببت الإجراءات التي بدأ تطبيقها منذ الحادثة بارتباك شديد في صالة المطار وازدحام شديد أمام بوابات الطائرات المغادرة.