لبنان في عين العاصفة الروسية، الثلوج تخطت الجبال والامطار زمهرير متواصل، أغرق الشوارع والطرق في المدن، وعطل الملاحة في المرافئ والصقيع يلف المناطق، مستفردا بآلاف النازحين من الديار السورية، والموزعين على مدارس ومجمعات يعوزها الحد الادنى من مقومات المواجهة مع الصقيع.
وكل ما يقال عن واقع الحال اللبناني مع العاصفة الآتية من روسيا، يبقى أقل من الواقع، فالساحات تحولت الى بحيرات، والشوارع الى أنهار والانفاق الى مصائد للسيارات، فيما الادارات غائبة والحكومة منصرفة الى السياسة تاركة الطبيعة على عهدة الطبيعة.
وهكذا اجتاحت مياه الامطار البيوت في منطقة سد البوشرية شرقي بيروت، وقطعت المياه طريق ضبية الساحلية، وقد عملت فرق الانقاذ على سحب عشرات المواطنين ممن احتجزتهم السيول في الطرق العائمة.
وتكونت بحيرات عند تقاطع قرن الشباك سن الفيل وإنهار جزء من طريق المتن السريع، وأغلقت المياه نفق المدينة الرياضية، وعطلت العاصفة ميناء صيدا وتوقفت حركة الملاحة فيه، وتضررت الخيم البلاستيكية للمزروعات، كما عطلت الملاحة في مرفأي صور والناقورة.
في البقاع ثلوج وأمطار وكهرباء مقطوعة بسبب انقطاع خطوط التوتر العالي.
ووجهت بالاذاعات وقنوات التلفزة نداءات تحث المواطنين على البقاء في بيوتهم.
واستعدادا لاشتداد العاصفة اليوم وغدا، استنفرت جرافات الثلج في مختلف المناطق الجبلية، حيث بلغت الثلوج في محافظة الشمال 600 متر عن سطح البحر وينتظر أن تهبط الى 300 متر غدا.
وفي وقت لاحق جرف السيل، مضربا للبدو الرحل ومواشيهم تحت جسر وادي الزينة الرئيسي على طريق صيدا ـ بيروت، وقد تم إنقاذ امرأة غريقة دون طفلها الرضيع البالغ من العمر ستة أشهر بالاضافة الى بضعة رؤوس من البقر والماعز، انتهت كلها الى البحر القريب.
وقال مصدر في الصليب الاحمر اللبناني انه تم نقل 34 إصابة جراء العاصفة بينها قتيل في الحازمية.