مؤمن المصري
في قضيتين مختلفتين لحجاج السعدي الملقب بـ «وحش حولي» أمام محكمة الجنايات بدائرتين مختلفتين إحداهما برئاسة المستشار حمود المطوع والأخرى برئاسة المستشار هشام عبدالله ترافع المحامون أحمد سويد ومرهج الظفيري ومنتصر الزيات (من مصر) وطالبوا جميعا ببراءة الرجل من التهم المسندة إليه، وذلك وسط مرافعة لدفاع المتهم استمرت نحو الساعة في جلسة امس.
بدأ المرافعة المحامي مرهج الظفيري الموكل للدفاع عن السعدي قائلا: لقد أتينا للدفاع عن النظام العام والدستور الذي حفظ حقوق الناس ولم نأت هنا للدفاع عن حجاج السعدي.
ودفع الظفيري ببطلان القبض على المتهم وأخذ العينة منه في المطار عقب القبض عليه لعدم وجود إذن من النيابة العامة، وأضاف أنه واثق من براءة موكله ولو كان لديه أدنى شك في هذا لكان أول من يطالب بإعدامه.
وأسهب الظفيري في تفنيده لظروف الدعوى، مؤكدا أن الاعتراف الذي نسب لموكله جاء وليد إكراه مادي ومعنوي، ودفع ببطلان طابور العرض الذي تم للمتهم، حيث ان أحد المجني عليهم شهد بأنه رأى صورة المتهم على إحدى القنوات الفضائية وهو خارج البلاد، وطالب الظفيري ببراءة موكله من التهمة المسندة إليه.
وبعده ترافع المحامي الزيات قائلا: ان المتهم قد حكم عليه بحكم بات ونهائي في هذه الدعوى قبل أن تصدر محكمة الجنايات حكمها بشأنه ألا وهو حكم الرأي العام، وأهاب بالصحافة المحلية البعد عن تضخيم الأمور وتناول القضايا المعروضة على القضاء أو رهن التحقيق والتي لم يصدر فيها حكم نهائي.
وقال الزيات: لقد حيكت تفاصيل هذه القضية في غرف مظلمة في مبنى المباحث الجنائية بينما النيابة العامة – التي كان لابد أن تبحث أدلة البراءة كما تبحث أدلة الثبوت بنفس الدرجة – لم تحقق الدعوى بالشكل الصحيح.
وطلب الزيات ضم القضايا الخمس التي تعرض على محكمة الجنايات بدوائر مختلفة لأنها أمام توصيف إجرامي واحد ومتهم واحد وحقق فيها ضابط واحد رغم اختلاف المجني عليهم في القضايا كلها.
ونعى الزيات على الإجراءات التي قامت بها النيابة، فعدم قيامها بواجبها هو الذي أتى بهذا المتهم غير المناسب في هذا المكان غير المناسب، وأكد أن ما حدث في هذه القضية هو افتئات على العدالة.
وأوضح أن الكويت التي تتبوأ مكانة عظيمة في نفوس العرب من حيث ممارساتها السياسية والنيابية والصحافية لابد أن تكون لها المكانة نفسها في العدالة، وقرر ان العبرة ليست بحشر الأدلة لأنه لا قيمة للحقيقة التي تأتي على مذبح الحرية.
ودفع الزيات بأن القبض على المتهم وهو على متن الطائرة المتوجهة إلى بلاده من دون إذن النيابة العامة هو والعدم سواء، فقد مرت أكثر من سنة تم تسجيل نحو 18 قضية خطف وهتك عرض أطفال في مناطق مختلفة من الكويت ولم يتم القبض على المتهم، وفجأة يأتي ضابط الواقعة ويقرر أن مصدره السري دله على أن حجاج السعدي هو من ارتكب هذه الجرائم فهذا أمر لا يقبله عقل.
وقال إن إخفاء شخصية المصدر السري بحجة الصالح الأمني غير مقبول لأنه حجة واهية فمصلحة العدالة أهم من الصالح الأمني، وتساءل الزيات: من الذي أعطى الأمر للمباحث بإجراء العرض القانوني للمتهم، وأين سلطة المحكمة؟ فليس من سلطة المباحث أن تقوم بعمل طابور عرض لأي متهم، إن وحش حولي شخص آخر مازال طليقا، ابحثوا عن وحش حولي الحقيقي فهو مازال طليقا بدليل تسجيل عدد من قضايا هتك عرض أطفال والسعدي وراء القضبان، وطالب الزيات النيابة العامة بالدفاع عن حقها وصلاحياتها المسلوبة بسبب تجاوزات رجال المباحث، وأهاب بوسائل الإعلام عدم تناول القضايا التي تكون محل تحقيق أو منظورة أمام القضاء لعدم التأثير على سير القضايا.
ودفع الزيات ببطلان استجواب المتهم وعدم تمكينه من الاستعانة بمحاميه، حيث ان محاميه بكر النعيمي كان قد حاول مرارا اللقاء معه قبل عرضه أو أثناء عرضه على النيابة العامة إلا ان محاولاته باءت بالفشل، ما يوصم هذه التحقيقات بالبطلان.
كما دفع ببطلان اعتراف المتهم حيث ان اعترافه في جميع القضايا نسخة طبق الأصل بما يوحي بأنه اعتراف قد أملي عليه بليل، فقد تم القبض على المتهم وبقي في الحجز لدى المباحث الجنائية لمدة شهر تقريبا لحين انتهاء التحقيق في جميع القضايا المسجلة ضده، وبقي المتهم طيلة هذه المدة في هذا المناخ مقيد اليدين والقدمين ومعصوب العينين، فكيف يكون حاله وهو على هذا الوضع؟
وأضاف الزيات أن السعدي كان يتوجه إلى النيابة العامة ويعود مرة أخرى إلى المباحث الجنائية مما يجعل عنصر الإكراه واقعا ومتحصنا، وناشد الزيات رجال الشرطة قائلا: يا من أعطاكم القانون والدستور السلطة استخدموا السلطة بشكل سليم حتى تكون إجراءاتكم صحيحة وسليمة وحتى لا يقع بريء في براثن الاتهام.
ودفع المحامي الزيات بانتفاء جريمة الخطف وانتفاء جريمة هتك العرض، مؤكدا أن هذه القضية خاصة ليست فيها تقارير طبية أو تقارير جنائية، حيث ان والد المجني عليه رفض عرض ابنه على الطب الشرعي لفحصه، وعندما يتخلف دليل مهم كهذا يتأكد عندي الشك في أدلة الثبوت.
وختم الزيات مرافعته موجها كلامه للمتهم في القفص قائلا: يا حجاج أقولها لك مرة ثانية إذا كنت قد ارتكبت هذه الجريمة وأفلت من العقاب في الدنيا فستمثل أمام رب العالمين يوم العرض عليه وستشهد عليك أعضاؤك التي سينطقها الله تعالى ولن تفلت من عقاب الآخرة، وطلب الزيات براءة موكله من التهم المسندة إليه.
وترافع المحامي أحمد سويد المنتدب من جمعية المحامين الكويتية مطالبا ببراءة موكله، وتم حجز الدعوى الأولى لجلسة 17 الجاري للحكم والأخرى لجلسة 24 الجاري للحكم.