ذعار الرشيدي
«كنت من تسبب في أول استجواب في تاريخ الكويت» بهذه الجملة كشف العالم الفلكي د.صالح العجيري ملابسات أول استجواب شهدته الحياة النيابية في الكويت قائلا: «كنت المتسبب الرئيسي في انطلاقة هذا الاستجواب الذي دخل التاريخ كأول استجواب نيابي».
ويعود العجيري بالذاكرة إلى الوراء 45 عاما: «في بداية صيف 1963 تقدم عضو مجلس الأمة محمد الرشيد (والد وزير الإعلام الأسبق د.أنس الرشيد) بطلب استجواب لوزير الشؤون الاجتماعية والعمل المرحوم عبدالله الروضان وكانت الشؤون مسؤولة عن دائرة الإسكان التي أديرها وتمحور الاستجواب حول توزيع 30 قسيمة في منطقة العديلية، ولكوني المسؤول طلب الوزير الروضان حضوري في مكتبه، وفوجئت لحظة دخولي مكتبه بوجود العضو المستجوب محمد الرشيد جالسا مع الوزير وقمنا نحن الثلاثة بمناقشة اعتراض الرشيد وبدأت بتوضيح ما حصل في توزيع القسائم المذكورة لينتهي الاستجواب إلى الاكتفاء بمناقشة الوزير في نصف ساعة أوضحت خلالها كل المعلومات التي طلبها العضو، وكانت هذه حكاية بداية ونهاية أول استجواب في تاريخ الحياة النيابية الكويتية الذي كنت السبب الرئيسي في اطلاقه».
وأضاف: «لم تتم مناقشة ذلك الاستجواب في أي من جلسات مجلس الأمة بل تم تقديمه وقبوله ومناقشته والذي انتهى بالاكتفاء بسماع رد الوزير» ويستحضر العجيري الفارق بين أول استجواب والاستجوابات الأخيرة قائلا: «لا يوجد فارق سوى أن الحياة في السابق كان يسودها صفاء النية، كانت الحياة بشكل عام أكثر هدوءا والناس أقل تعطشا للفوضى، أما اليوم وبغض النظر عن الاستجوابات المقدمة أصبحنا نفتقد صفاء النية بسبب تعقيدات الحياة، وحتى ان الاستجوابات أصبحت حديثا مشاعا للجميع يتناوله الصغار والكبار وتلوكه الألسن لشهر وشهرين و3 بلا فائدة ترجى».