مؤمن المصري
قضت الدائرة الجزائية الثالثة بمحكمة الاستئناف برئاسة المستشار فيصل خريبط وأمانة سر سامي العنزي بتعديل حكمي الإعدام الصادرين ضد حجاج السعدي المعروف بـ «وحش حولي» في اثنتين من قضاياه وقضت بحبسه مؤبدا.
وعقب صدور الحكم صرح محامي السعدي منتصر الزيات لـ «الأنباء» بأن الحكم الذي صدر بإلغاء أحكام الإعدام في قضيتين هو خطوة في الاتجاه الصحيح لكنه لم يحقق أمانينا وسنستمر في طرح قناعتنا بضرورة البحث عن الجاني الحقيقي لأن الأسباب التي طرحناها تؤدي الى البراءة حتما وأمامنا الطريق ممهدا لدى محكمة التمييز التي سنمثل أمامها في الـ 20 من الشهر الجاري، عموما انا كلي ثقة في القضاء الكويتي العظيم.
كان الزيات خلال مرافعته قد أكد على انه لا يدافع عن حجاج السعدي وانما يدافع عن الشرعية الإجرائية، وعن حق المجتمع في التمسك بهذه الشرعية، كما يدافع عن حق المتهم في نيل حقوقه من خلال هذه الشرعية.
ودفع الزيات ببطلان القبض على المتهم لعدم وجود إذن من النيابة العامة فما بني على باطل فهو باطل، كما دفع ببطلان التحريات قائلا انها لا تصلح بذاتها كدليل أو قرينة كما جاء في أحكام محكمة النقض المصرية، مؤكدا انه ليس هناك تحريات أصلا في هذه القضايا جميعا، فقد تم القبض على السعدي فجأة ومن دون سابق إنذار.
ودفع ببطلان اجراءات طابور العرض حيث ان المجني عليهم قد تعرفوا على المتهم من صوره التي ملأت الصحف والفضائيات عقب القبض عليه، وكما ذكر في بعض وسائل الإعلام ان احد المجني عليهم قد رأوا صورة المتهم في احدى الفضائيات وهو خارج الكويت.
ثم دفع الزيات ببطلان استجواب المتهم لعدم السماح لمحاميه بكر النعيمي بحضور التحقيق معه في النيابة العامة، كما دفع ببطلان اعترافه لصدوره نتيجة إكراه مادي ومعنوي، مؤكدا ان المتهم تم القبض عليه واحتجازه لدى المباحث لمدة اسبوع قبل عرضه على النيابة العامة وهو معصوب العينين ومقيد اليدين تحت التعذيب المادي والمعنوي.
وطالب أصليا ببراءة السعدي من التهمة المسندة اليه واحتياطيا ندب لجنة ثلاثية من أساتذة كلية الطب جامعة الكويت لفحص أعمال التحليل التي تمت للعينة التي اخذت من موكله، كما طالب بندب لجنة ثلاثية من أساتذة الطب النفسي لفحص المتهم نفسيا وعقليا لبيان حالته العقلية ومدى مسؤوليته عن الأعمال المنسوبة اليه في حالة التسليم جدلا بقيامه بها، وعلى سبيل الاحتياط الكلي استعمال منتهى الرأفة.
كما ترافع المحامي مرهج الظفيري الذي أكد انه لا يدافع عن حجاج وانما عن النظام العام وعن الدستور، وقال الظفيري: نحن أمام قضية فيها بطلان واضح في الإجراءات، فقد تم القبض على اكثر من 120 شخصا على انهم «وحش حولي» قبل القبض على حجاج ثم تم إخلاء سبيلهم.
وتساءل الظفيري: أين كان المصدر السري الذي تقول أوراق القضية إنه كان وراء القبض على حجاج طيلة سنة ونصف السنة، ولماذا لا يتم التحقيق مع هذا المصدر السري الذي قد يكون هو نفسه «وحش حولي» المزعوم وألقى بالتهمة على السعدي ليهرب منها؟
ودفع الظفيري ببطلان أخذ عينة المني من موكله في مطار الكويت الدولي.
وأكد أن موكله كان قد أنكر التهمة أمام النيابة العامة في بداية التحقيق ثم اخذه أحد ضباط المباحث إلى خارج غرفة التحقيق وعاد به بعد قليل ليعترف بأنه هو الجاني.