وأخيرا تحقق الحلم الذي طالما راود مهندس الكمبيوتر الذي قتل زوجته وابنه وابنته بسبب خسارته قرابة الـ 4 ملايين جنيه في البورصة المصرية بسبب الازمة المالية الطاحنة التي لم تفارق العالم بعد ولا حتى اعطت مؤشرات الى انها في طريقها للانتهاء.
فمنذ ان تم القبض على شريف كمال وهو ينتظر حكم الاعدام ولا يرضى عنه بديلا، وقد اعرب عن هذه الامنية في برنامج «البيت بيتك» حيث التقاه المذيع محمود سعد في السجن ولمس منه رغبته الملحة في الخلاص من حياته لانه على حد قوله لن يستطيع العيش دون أولاده وزوجته الذين قتلهم في لحظة شيطانية ليحميهم من مذلة الفقر والحاجة بعد رغد العيش الذي تعودوا عليه.
وامس تحقق حلم المهندس شريف وقررت محكمة جنايات القاهرة بعد أن صدق فضيلة المفتي على قرار المحكمة بإحالته إلى المفتي في الجلسة الأولى لمحاكمته.
وأكدت المحكمة أن القضية تحوي عددا من البراهين والقرائن والأدلة، بجانب اعتراف المتهم نفسه بواقعة القتل، بسبب الأزمة المالية، ومحاولته الانتحار عقب واقعة القتل، بعد أن قطع شرايينه.
جلسة اليوم لم تستمر سوى دقائق صعد خلالها المستشار أحمد رفعت إلى المنصة، وأعلن تسلم المحكمة تقرير مفتي الجمهورية الذي صدق على قرار محكمة جنايات القاهرة، والذي جاء فيه أن «من قتل يقتل»، وأن المتهم ارتكب جريمة في حق المجتمع قبل أن يرتكبها في حق أسرته. وبعد أن استعرض القاضي المواد التي استند إليها الحكم، نطق بإعدام المتهم شنقا.
وقال محامي المتهم: إن هناك أدلة جديدة في القضية، وأنه سيقوم بنقض الحكم بعد أن تودع المحكمة حيثياتها.
كانت محكمة جنايات شمال القاهرة قررت في أولى جلساتها إحالة أوراق م.كمال شريف حافظ المتهم بقتل زوجته عبلة طنطاوي وابنيه وسام (مهندس)، وداليا (مدربة باليه) عقب خسارته أمواله بالبورصة، إلى المفتي.
بدأت وقائع جلسة اليوم في ساعة مبكرة، وحضر المتهم وسط حراسة أمنية مشددة وتم إيداعه قفص الاتهام للاستماع إلى منطوق الحكم.
الجريمة وقعت يوم 15 يناير الماضي. وقالت النيابة: إن المتهم قتل عمدا أسرته مع سبق الإصرار والترصد، وانهال عليهم ببلطة وقاطع وسكين. وكان من بين التهم الموجهة إليه إحراز أسلحة بيضاء. وأكدت النيابة أن المتهم قتل افراد أسرته أثناء استغراقهم في النوم.
وشهدت وقائع الجلسة مفاجآت مثيرة، حيث قامت المحكمة بسؤال المتهم حول ارتكاب الجريمة، واعترف المتهم بارتكابه الواقعة عمدا وقال: «أنا قتلتهم عمدا واعترفت في الأوراق». وأضاف بهدوء: «الفكرة كلها مش القتل، ولكن كنت أريد تحويل أسرتي إلى شهداء، ولم تكن لدي رغبة في قتلهم، فكرة القتل جاءتني أثناء نوم أسرتي، بعد أن فقدت الأمل في إعادة أموالي، وسيطرت علي الفكرة وكانت هي كل القوى المحركة».
وقال في اعترافاته للمحكمة: «بدأت بزوجتي، لأنها كانت تستغرق في النوم بجواري وانهلت عليها ببلطة على رأسها، ولم يكن هناك رد فعل وضربتها مرة أخرى حتى لا تتعذب أثناء الموت، وبعدها توجهت إلى غرفة نوم ابنتي داليا، وبنفس البلطة أنهيت حياتها أثناء النوم وقمت بضربها على الرأس وقطعت شرايين يدها بقاطع كان معي أثناء ارتكاب الجريمة، وبعدها توجهت إلى غرفة ابني وسام وضربته على رأسه هو الآخر وقطعت شرايين يده، ودخلت غرفتي وقمت بقطع شرايين يدي لإنهاء حياتي، لأنني لن أحتملها بدونهم».