أحمد عفيفي
اليوم الثلاثاء وبعد غد الخميس، يوم النطق بالحكم على كل من هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري في قضية مقتل سوزان تميم اللذين تمت إحالة اوراقهما للمفتي، تلك القضية التي لم يشهد عام 2009 حتى الآن مثلها من حيث الاهتمام الإعلامي غير المسبوق ليس في مصر وحدها ولكن في جميع البلدان العربية خاصة لبنان حيث مولد القتيلة وجنسيتها، ودبي حيث تم نحرها هناك.
الكل يترقب هذا اليوم حيث كتب حمدي رزق رئيس تحرير مجلة المصور المصرية ان هناك خطة ـ وصفها بالقذرة ـ معدة من قبل هيئة الدفاع عن المتهمين من شأنها ان تقلب المائدة فوق رأس المستشار المحمدي قنصوة وستجبره على رفع الجلسة قبل النطق بالحكم لتأخذ القضية مسارا آخر ربما من وجهة نظر هيئة الدفاع يكون هذا المسار في صالح المتهمين هشام طلعت ومحسن السكري.
ما هذه الخطة التي تحدث عنها رزق في المصور؟ وهل فعلا سيتم تنفيذها بعد غد الخميس يوم جلسة النطق بالحكم؟
الخطة القذرة
يقول رئيس تحرير المصور ان الخطة حيكت بمهارة فائقة للنيل من سمعة ونزاهة المستشار المحمدي قنصوة رئيس محكمة جنايات جنوب القاهرة وتتلخص هذه الخطة والتي يقوم عليها محام كبير تمت الاستعانة به بعد صدور قرار الإحالة للمفتي، في دفع محام مجهول إلى قاعة المحكمة ويندس بين الصفوف وما ان يظهر القاضي وقبل افتتاح جلسة النطق بالحكم يخرج هذا المحامي من مكمنه متهما القاضي بالرشوة التي ستكون كلمة السر.
ومن المتوقع أن تنقلب الجلسة بعدها رأسا على عقب بشكل يضطر معه القاضي المحترم الى الانسحاب من القاعة ورفع الجلسة وتترك بقية الخطة للفضائيات التي ستنقل الفضيحة الفضائية على الهواء مباشرة.
اتجاه الريح
ويمضي حمدي رزق قائلا اذا تم تنفيذ الخطة فستقضي بتغيير اتجاه الرياح لتعصف بالقاضي الذي لن ترحمه الفضائيات المستعدة لإجراء حوارات وتحقيقات ومحاكمات على الهواء مباشرة مع هيئة الدفاع التي ستكون مستعدة لتلبية الطلبات الفضائية، واذا استلزم الأمر سيتم الإعلان عن التبرؤ من فعلة المحامي، وإعلان الاحترام الكامل للهيئة الموقرة.
ورغم اعتراض محام كبير من هيئة الدفاع عن هشام طلعت، على تلك الخطة القذرة، الا ان المتهم هشام طلعت ـ حسب المقربين ـ لم يبد اعتراضا عليها كالغريق الذي يتعلق بقشة ربما ترحمه من حبل المشنقة.
وإن صحت تلك المعلومات فإن محاولة فضح القاضي المحترم وجرّه عنوة الى فخ الرشوة صارت مقررة كما صار مقررا الهجوم على القاضي من نفر من الفضائيين والصحافيين بالتزامن مع حملة علاقات عامة لتجميل وجه هشام طلعت باعتباره رجل البر والإحسان الذي لا يفارق سجادة الصلاة مع التذكير بمسجد بناه لله وأعمال خير كثيرة يشهد بها الفقراء.
«البيت بيتك»
وكان النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود قرر إحالة البلاغ المقدم من د.محمد عبدالعال، رئيس حزب العدالة الاجتماعية ضد فريد الديب رئيس هيئة الدفاع عن هشام طلعت مصطفى المتهم الثاني في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، ومسؤولي برنامج «البيت بيتك» الذي يذاع بالتلفزيون المصري إلى النيابة المختصة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنه.
وذكر عبدالعال في بلاغه ان الديب تعمد الإخلال بمقام قاض وهيبته وسلطته، وذلك خلال الحوار الذي دار في البرنامج مساء السبت الماضي عقب صدور قرار إحالة اوراق هشام طلعت مصطفى، ومحسن السكري إلى المفتي.
غضب وسخط
وكانت الاتهامات الصريحة التي وجهها فريد الديب للدائرة الثالثة في محكمة جنايات القاهرة التي تنظر القضية ووصفها بعدم الصلاحية، وتشكيكه في نزاهة رئيسها المستشار المحمدي قنصوة، أثارت سخطا وغضبا عارمين في أوساط القضاة الذين رفضوا هذه الاتهامات وطالبوا بتطبيق القانون على الديب وأمثاله الذين يشككون في نزاهة القضاء المصري ويحاولون توجيه الأنظار عنهم بعد فشلهم في إنقاذ موكليهم من حبل المشنقة.
واعتبر فرحات تصريحات الديب إلى الفضائيات والصحف أنها تمثل إهانة لهيئة المحكمة التي يجب عليها أن تقدم مذكرة إلى مكتب النائب العام بهذه التجاوزات لأن التشكيك في القضاء مرفوض، موضحا أن قانون العقوبات يعاقب كل من أخل بطريقة من طرق العلانية بمقام قاض أو هيئته، أو سلطته في نظر الدعوى بالحبس مدة لا تتجاوز 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف ولا تزيد على 10 آلاف جنيه.
إجراءات أمنية مشددة
منذ أن أحال المستشار قنصوة أوراق المتهمين الى المفتي ووزارة الداخلية المصرية تشدد إجراءاتها لحماية المستشارين الثلاثة في هيئة المحكمة، حيث كلفت الوزارة 4 من أفراد الحراسة بتأمين المستشار محمد جاد عبدالباسط، عضو اليمين، والمستشار عبدالعال سلامة، عضو اليسار بالمحكمة، وكلفت الحارسين الخاصين بالمستشار المحمدي قنصوة بضرورة تأمينه في جميع تنقلاته في طريقه إلى المحكمة والبيت أو إلى أي أماكن أخرى، وينطبق الأمر نفسه على عضوي اليمين واليسار.