تحت أعمدة بعلبك الرومانية الستة جلس آلاف المشاهدين يراقبون عالما من الألوان المزركشة والرقص والغناء والحوار في مسرحية لفرقة كركلا. ففي إطار مهرجانات بعلبك الدولية قدمت فرقة كركلا «اوبرا الضيعة» التي انتظرت اربع سنوات ليتم الافراج عنها بسبب الأزمات السياسية المتلاحقة التي هزت البلاد منذ العام 2005 عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.
«اوبرا الضيعة» دراما موسيقية غنائية مستوحاة من الملامح الباقية من التراث حيث ساحة الضيعة تختصر الحياة اليومية بما فيها تفاعل الصراعات والنزاعات والتناحر لكن الألفة تعود لتحتضن الجميع. الضيعة منقسمة على نفسها بين حي «راس الجرد» وحي «التل العالي» اللذين تفتك الفتنة بهما لكنها لا تفلح لأن أهل الخير والحكمة بينهما يطفئون نار الشر في مواسم الخير والحصاد.
وتحاكي المسرحية في كثير من ملامحها الواقع السياسي في البلاد إذ تدعو الى عدم الانقسام والتشرذم وعدم تغليب طرف على الآخر والى تغليب المحبة على الضغينة. وقبل العرض حيا مؤسس الفرقة عبد الحليم كركلا الرئيس ميشال سليمان الذي كان في مقدمة الحضور وصعد في ختام العرض الى المسرح ليهنئ الفرقة.
استحضر عبد الحليم كركلا في لوحاته مشاهد ضوئية فعلى أعمدة باخوس ارتسمت الأحرف الفينيقية وصور لإله فينيقي والاسكندر المقدوني وعظماء اليونان والرومان والفسيفساء والنقوش وصولا الى صورة العلم اللبناني.
وكرم كركلا المطرب اللبناني وديع الصافي الذي كانت اطلالته مميزة تلقفها الحضور بالتصفيق الحار واستعادوا معه زمن وقوف المطرب العريق بين هياكل بعلبك. وكان المطرب اللبناني عاصي الحلاني نجم العرض بامتياز حيث غنى ورقص الدبكة اللبنانية، إضافة الى مشاركة مميزة للفنانة اللبنانية هدى والمغنية الصاعدة الين لحود وعدد من الفنانين.