يقوم مزارعون فلسطينيون بصيد الخنازير البرية في وادي الباذان شمال شرق الضفة الغربية خوفا من انتشار انفلونزا الخنازير ولحماية محاصيلهم الزراعية.
وينتظر المزارعون الصيادون مغيب الشمس لتخرج قطعان الخنازير البرية الهاجعة بين شجيرات البوص (القصب) التي نمت على مسار جداول مياه وادي الباذان.
وما ان تبدأ الخنازير بالتحرك باتجاه الشرق حتى تبدأ بنادق المزارعين بالانطلاق.
ويصيب مزارعون خلال مطاردة خنزيرا ولى هاربا قبل ان يطلب ابو جهاد حمدان (45 عاما) من باقي المزارعين الشبان التوقف عن ملاحقة الخنازير لانهم «اصابوا الخنزير وسينفق وحده». وقال ابو جهاد ان «الخنازير ظهرت منذ ثلاث سنوات في منطقتنا وادي الباذان والنصارية ومنطقة الاغوار (وادي الاردن) وبدأت تدمير المزروعات واكل الثمار قبل نضوجها في مزارعنا».
وتابع ان الخنازير «هاجمت السكان والاطفال لأنها تقترب من البيوت وتقضي على المزروعات البيتية».
واضاف ان «اسرائيل تركت الخنازير تتكاثر دون اعتراض او تدخل للحد من انتشارها الكبير وتمنعنا من حمل السلاح او اصطيادها لان منطقتنا ومنطقة وادي الاردن هي مناطق (جيم) تخضع للسيطرة الامنية الاسرائيلية».
وتابع «بعد ان يئسنا من ان اسرائيل ستحارب الخنازير بدأنا نتعقبها خصوصا بعد انتشار مرض انفلونزا الخنازير وقمنا بعمل افخاخ لها وصنعنا بنادق صيد يدوية وقمنا بشراء خراطيش (رصاصة صيد) بـ 17 شاقلا (نحو خمسة دولارات)».
واوضح حمدان «نعرف بوجودها في بياراتنا من اثار اقدامها وحفرها تحت الشجر. صرنا نصطداها وبعد ان نقتلها اما ان نحرقها او ندفنها بواسطة الجرافة».
وقال ايمن حمدان (25 عاما) شقيق ابو جهاد ويقيم في قرية النصارية المجاورة «كنت ذاهبا في مارس الماضي لري مزرعتي عندما ظهر لي فجأة من بين الاشجار خنزيرا ذكرا فقتلته». واضاف «بعدما قتلته وبسرعة البرق ظهرت خنزيرة ضخمة وهاجمتني بأنيابها ورفعتني حوالي مترين ورمتني عند جذع شجرة».
واوضح ان الخنزيرة «تسببت لي انيابها بفتح جرح فوق الركبة بطول ثمانية سنتمترات وعمق وصل حتى العظم تقريبا، وخرجت احدى عضلات الساق من مكانها».
واضاف «عالجوني في مستشفى نابلس الحكومي وبقي الجرح مفتوحا لمدة شهرين» وادى الى «تلف نسيج العضلة يحتاج الى عملية جراحية». وتابع ايمن حمدان «كنت ارتدي ثلاثة سراويل. وجزمة طويلة فنحن نعمل ليلا في الري وتسميد الارض ولا نعرف ماذا يخرج لنا من البرية».
واشار الى ان الخنازير تقوم بتدمير شبكة الري البلاستيكية التي تعمل بطريقة التنقيط.
وقال ان «تكلفة شبكة الري التي يدمرونها تصل الى خمسة آلاف شاقل اي نحو 1300 دولار للدونم الواحد الى جانب صنابير التنقيط التي يتلفونها والبطاطس التي يأكلونها».
وتابع ان «المشكلة هي ان طريقي للمزرعة هو طريقهم. مازلت اتألم واعالج لكن اذا واجهت خنزيرا سأقتله لانني ان لم افعل سيقتلني».