- التحقيقات كشفت علاقته بالمتهمين بالتخطيط لتفجير معسكر عريفجان
أمير زكي ـ محمد الجلاهمة ـ عبدالله قنيص
بيروت ـ سمر دياب
وافقت السلطات اللبنانية رسميا على طلب السلطات العراقية تسليم المواطن الكويتي (م.ع.ن.د) الملقب بأبو طلحة الدوسري والموقوف في لبنان لملاحقته امام القضاء العراقي بجرائم تتصل بأعمال إرهابية وتفجيرات أسفرت عن سقوط ضحايا، بحسب المستندات والوثائق التي يتضمنها طلب الاسترداد العراقي، باعتبار ان الدوسري ينتمي الى تنظيم «القاعدة» وهو احد عناصر فصيل هذا التنظيم الناشط في العراق.
وأفاد مصدر قضائي لبناني بارز «الأنباء» بأن الموافقة اللبنانية على تسليم الدوسري، لا تعني ان عملية التسليم ستكون قريبة او سريعة، وان تنفيذها يسري بعد ان ينهي القضاء العسكري اللبناني تحقيقاته مع الدوسري الذي أوقف مطلع شهر يونيو الماضي اثناء وصوله من اليونان الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
ويلاحق مع الدوسري السوري سمير حجازي والطاجاكستاني محمد زاهامور تياروف بتهمة تأليف عصابة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة وعقد اجتماعات سرية في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين مع مجموعات متطرفة مثل «فتح الاسلام» وجند الشام، واجتماعات مماثلة في سورية بهدف جمع الأموال والأسلحة والتحضير للقيام بأعمال إرهابية في لبنان وضد النظام السوري.
واكد المصدر القضائي ان قرار تسليم الدوسري لا رجوع عنه، الا ان التنفيذ ينتظر انتهاء التحقيق، فإذا ثبت ضلوعه في ارتكاب جرائم او التخطيط لجرائم ارهابية على الاراضي اللبنانية، فإن القضاء العسكري سيحاكمه، واذا ما اصدرت المحكمة العسكرية حكما بإدانته في هذه الجرائم، فيقتضي تنفيذ مدة السجن التي سيحكم بها في لبنان وبعد ذلك يطلب الى السلطات العراقية ارسال وفد امني لتسليمه هذا الموقوف.
فيما كشف مصدر امني كويتي ان ملف المواطن المطلوب (م.ع.ن.د) والملقب بأبي طلحة الدوسري حافل بالقضايا، فسبق أن أدين في العام 2000 بتهمة التخطيط لتفجير المكتب التجاري الاسرائيلي في قطر وأطلق سراحه بعد تنفيذ العقوبة، ورغم انه كان يخضع لرقابة أمنية شديدة بعد خروجه شأنه شأن جميع المطلوبين والمدانين بقضايا تتعلق بالإرهاب، الا انه وبإحساسه بالضغط والرقابة الأمنية الشديدة تمكن من الهرب الى أفغانستان عن طريق البحر، وعاد الى البلاد في وقت لاحق في العام 2005 وتفيد المعلومات الأمنية بانه هو من قام بتهريب المطلوبين محسن الفضلي وخالد الدوسري عن طريق البحر بواسطة طراريد.
وأضاف المصدر ان المعلومات المتوافرة لدينا ان ابوطلحة الدوسري قام بعد ان هرّب الفضلي والدوسري الى ايران بالتوجه الى افغانستان ومنها الى باكستان وبعدها قام بتزوير جواز سفر مغربي وتمكن من السفر الى لبنان ودخلها قبل أحداث نهر البارد وغادرها خلال احداث نهر البارد الإرهابية الى سورية وبعدها الى العراق ثم عاد الى ايران ومنها الى أفغانستان ثم باكستان ليعود بذات الجواز مرة اخرى الى لبنان، حيث ألقي القبض عليه بجوازه المغربي المزور شهر يونيو الماضي في مطار رفيق الحريري الدولي وتشير المعلومات الواردة من لبنان الى انه سعى مع شخص سوري وآخر طاجيكي للتعاون مع جماعة «فتح الإسلام» المتطرفة للقيام بعمليات ارهابية في لبنان وسورية. وكشف المصدر ان أبوطلحة الدوسري له علاقة بالمتهمين بالتخطيط لتفجير معسكر عريفجان، خاصة ان أحدهم اعترف بعلاقته بأبي طلحة الدوسري، وقال احد المتهمين بالتخطيط «س.ك» في التحقيقات الاخيرة معه انه كان يخفي محسن الفضلي في منزله وان ابوطلحة الدوسري هو من قام بأخذه من منزله وقام بتهريبه الى خارج البلاد وعن طريق البحر بواسطة الطراريد. وقال المصدر: ليس بيننا وبين لبنان اتفاقية لتبادل المتهمين ولكن بيننا تبادل معلومات تحت مظلة الاتفاقيات العربية لمكافحة الإرهاب.
واختتم المصدر حديثه لـ «الأنباء» قائلا: «لا نعرف على وجه الدقة ما طبيعة القضايا التي يطالب العراق على أساسها بتسلم أبوطلحة الدوسري ولكن لا شك انها مرتبطة بقضايا تتعلق بتهريب أشخاص الى العراق وهو ما سنبحثه لاحقا سواء مع الجانب اللبناني او العراقي عن طريق القنوات الديبلوماسية الرسمية لمعرفة كامل الحقيقة حول ملف المطالبات العراقية».