يقدم المخرج الفلسطيني محمد بكري في فيلمه الوثائقي الجديد «زهرة» شهادات حية من رحلة اللجوء والتشرد لمئات الآلاف من الفلسطينيين بعد حرب عام 1948 حيث أعلن قيام إسرائيل.
ويأخذ بكري في فيلمه الذي عرض مساء الأحد على خشبة سينماتك ومسرح القصبة في رام الله ضمن مهرجان القصبة السينمائي الدولي في دورته الرابعة المشاهدين على مدار ساعة في رحلة تعود بهم الى بدايات اللجوء الفلسطيني مستحضرا صورا من الأرشيف الى جانب روايات من عاصروا هذه النكبة.
وقال بكري بعد العرض «أخذ تصوير هذا الفيلم مني 3 سنوات حاولت فيها تقديم روايتنا الفلسطينية لما حدث (عام 1948) من خلال شهادات حية لأناس عاشوا تلك المرحلة ومنهم خالتي زهرة التي هي قصة تعكس آلاف القصص ممن بقوا على هذه الأرض».
وأوضح بكري انه سابق الزمن في تصوير هذا الفيلم مع بطلته الرئيسية زهرة التي أصيبت بجلطة الأمر الذي كان بالنسبة له جرس الإنذار للإسراع في تسجيل هذه الذاكرة الحية التي تختزل تاريخ تلك المرحلة بأبعادها الاجتماعية والسياسة والاقتصادية.
فلا تترك زهرة قضية إلا وتتطرق إليها بدءا من زواجها بابن عمها حسن مرورا بالهجرة القصرية لها من قريتها «البعنة» في الجليل وعودتها إليها بعد اقل من عام مقدمة صورة واضحة لنجاح ما يقارب من 150 ألف فلسطيني في البقاء او العودة الى منازلهم في مدنهم وقراهم التي رحلوا او اجبروا على الرحيل عنها في عام 1948.
وتروي زهرة حكايات من رحلة السفر من قريتها الى لبنان ومنها قصة تلك المرأة التي كانت حاملا في شهرها التاسع وجاءها المخاض وهي في الطريق فما كان منها إلا ان قطعت الحبل السري بحجر ولفت ابنها وحملته وأكملت السير.
يتضمن الفيلم عرضا لما واجهه اللاجئون في رحلتهم هربا من الحرب من جوع وعطش وانعدام النظافة الى ان انتهى المطاف بعدد منهم بالعودة الى منازلهم التي تركوها.