طالب يحتضن مسطرة وآخر في يده أجندته وأوراقه، وسيدة أخرى انفصل رأسها عن جسدها، تلك كانت بعض المشاهد المروعة والمؤلمة أثناء عملية انتشال الجثث السبت، من قطار الموت بالعياط في الحادث الذي جاء بمثابة نسخة كربونية لقطار الصعيد المحروق منذ سنوات، مع اختلاف أسباب الموت من الحريق إلى التصادم. وقالت وزارة الصحة المصرية امس إن عدد القتلى في حادث تصادم قطارين وقع إلى الجنوب من القاهرة ارتفع إلى 18 بعد يوم من وقوع الحادث بينما ذكرت جريدة «اليوم السابع» ان عدد القتلى قرابة الخمسين.
واضافت الوزارة في بيان نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط ان 39 شخصا أصيبوا في الحادث لكن 12 منهم خرجوا بالفعل من المستشفيات، وذكرت مصادر أمنية أن قطارا درجة أولى مليئا بالركاب اصطدم بقطار متوقف شبه خال على نفس القضبان.
وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز عربتين محطمتين كما أظهرت جيفة جاموسة تحت اطارات أحد القطارين، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن شهود قولهم إن القطار الأول توقف بعد أن صدم الجاموسة.
وأفادت مصادر أمنية بأن القطار المتحرك كان متجها جنوبا من القاهرة إلى أسيوط وأسوان وهي نقطة جذب سياحي رئيسية، ولم ترد أنباء عن وجود أجانب بين الضحايا، وقال مسؤول في الهيئة القومية لسكك حديد مصر إنه تم إرسال لجنة فنية للوقوف على سبب الحادث.
وترددت أنباء عن هروب سائق القطار ومساعده في الزراعات خوفا من العقاب، وأكد شاهد عيان أنه رأى السائق أمير حليم ومساعده بباوي عياد مسؤولي قطار رقم 188، يهربان في الزراعات والطريق الزراعي.
وأوضح شاهد تابع الحادث من بدايته أنه رأى القطار 188 سبب الحادثة يتجاوز سرعته المقررة، ويتخطى ثلاث سيمافورات وهى العلامات المسؤولة عن إعطاء السائق إنذارا بوجود قطار على السكة ويجب عليه التهدئة أو التوقف، لكنه لم يفعل.
سرد «شهود العيان» من أهالي قرية الزرقة حسب جريدة «اليوم السابع» تفاصيل الواقعة بالكامل، فقال محمد فوزي موظف بالمجلس المحلي: في حدود الساعة السادسة أو السابعة لا أتذكر جيدا حدث عطل فني في القطار الفيومي القادم من محطة أم المصريين إلى الفيوم، وذلك بعدما صدم «جاموسة» كانت تعبر شريط السكة الحديد، ما أدى إلى تعطل القطار قبل محطة الرقة الموجودة بقرية الزرقة بنحو كيلومتر تقريبا، في الوقت الذي كان القطار القادم من رمسيس متجها إلى أسيوط قادما على نفس الشريط، الأمر الذي أدى إلى اصطدام القطار الثاني بمؤخرة الأول، ليتم رفع العربة الأخيرة من القطار الأول من الأرض بنحو متر ونصف المتر، حيث أصبحت العربة الأخيرة كتلة واحدة من الصاج بداخلها أكثر من 50 جثة.
وقال شاهد آخر ان عمليات انتشال الجثث كانت سريعة جدا، إلا سيدة استغرق انتشال جثتها 45 دقيقة متواصلة، وخرجت من القطار، وتكاد تنفصل رأسها عن جسدها، مشيرا إلى أنه تم انتشال جثة طالب يحضن مسطرة طويلة من أدوات كلية الهندسة.
وأثارت سلسلة من حوادث الطرق والسكك الحديدية في مصر في السنوات الأخيرة غضبا تجاه أسلوب معالجة الحكومة لسلامة النقل.
ووقع الحادث أمس الاول في العياط التي شهدت عام 2002 أسوأ كارثة قطارات في مصر عندما شب حريق في سبع عربات من قطار مكتظ بالركاب مما أدى إلى مقتل 360 شخصا على الأقل، وأدى حادث قطار في شمال مصر إلى مقتل 44 شخصا في عام 2008 بعد عامين من حادث أدى الى مقتل 58 شخصا.