ليس كل رجل بخيل يجب التخلص منه، وليس كل رجل أناني تستحيل عشرته، ولكن هناك أزواج يعد الخلاص منهم بمثابة ميلاد جديد للمرأة. هذه الحقيقة تثبتها حفلات الطلاق التي تقيمها بعض الزوجات بمجرد حصولهن على الطلاق، أو خلع الزوج الذي كانت حياتها معه مستحيلة، فالطلاق عندهن هو الفرحة التي طال انتظارها، وعلى الرغم من اندهاش المجتمع منها، ومعارضة الكثيرين للفكرة باعتبار أن الطلاق خسارة للطرفين وللأسرة كلها، ورفض علماء الدين لها، إلا أن الخبراء النفسيين يعتبرونها تعويضا عن الهزيمة ورد فعل طبيعيا للإحساس بالفشل.
وحسب اليوم السابع بدأت حفلات الطلاق كـ «موضة» ابتدعتها بعض الفنانات الغربيات ثم انتقلت إلى الفنانات العربيات ومنها إلى قطاع عريض من السيدات تعبيرا عن الميلاد الجديد بعد الخلع أو الطلاق، حيث تقيم بعض النساء احتفالات بالمناسبة السعيدة بالنسبة لهن ويقدمن دعوات شبيهة بدعوات الزفاف تنص على «أتشرف أنا.....بدعوتكن لحضور حفل العشاء المقام بمناسبة طلاقي، وذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء يوم.......في فندق....... بقاعة........ وبحضوركن تكتمل فرحتي». عدد من المطلقات تحدثن عن الفكرة، تقول «نادين فؤاد»: «لم أكن أتخيل أبدا أنى سأفكر في الطلاق، لكن إذا كنت قد اضطررت إليه فالحياة لن تقف، وكما كنت حريصة على الاحتفال بزواجي، فلا مانع من أن احتفل بنهايته»، وتعلق «بدور محمود» على الفكرة بأنها بعد فترة قصيرة من زواجها الأول الذي سبقته علاقة عاطفية، اكتشفت خيانة زوجها ورفضه تطليقها، فنذرت أن تحتفل بمجرد خلاصها منه. وتقول د.سهير عبدالعزيز، أستاذة علم الاجتماع، جامعة الأزهر، أن الطلاق حلال، ولكن الله يبغضه فلا يجوز لنا أن نفرح به ونقيم الاحتفالات.
ويفرق د. عبد المنعم عاشور، أستاذ الصحة النفسية، بين نوعين من الطلاق تختلف مبررات الاحتفال بهما، فالأول يأتي بناء على رغبة من الزوج فتقوم الزوجة بالاحتفال حتى لا يشمت أحد فيها، وتعطي إيحاء للآخرين أن الطلاق كان أمنية تحتفل بتحقيقها، ويكون الاحتفال في هذه الحالة تعويضا نفسيا عن الهزيمة ورد فعل على الإحساس بالفشل.