- «داعش» مخترق من عدة جهات.. وعقوبة استخدام الموبايل بالموصل الإعدام
- الأسلحة التي استولى عليها التنظيم عند سيطرته على الموصل تم نقلها إلى سورية
- معظم العراقيين المنتمين إلى «داعش» من كبار ضباط الجيش السابق
- أمراء وقادة «داعش» يستحوذون على السبايا الإيزيديات وأغلبهم ليسوا عراقيين
- التنظيم كان يخزن المواد الغذائية لمسلحيه.. والأهالي يعانون شح الغذاء والماء
- بعض تجار الموصل المقربين من «داعش» رفعوا أسعار السلع وفق مزاجهم
«الأنباء» - «خاص»
لايزال تنظيم داعش الإرهابي يمثل لغزا كبيرا لدى الكثيرين، حيث لا تتوافر أي معلومات عن التنظيم من الداخل إلا عبر مقاطع الفيديو التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
في ظل هذا التعتيم المتعمد من التنظيم على أفراده وأنشطته تسنى للوفد الاعلامي للكويت أثناء زيارته إلى إقليم كردستان زيارة احد المقرات الامنية في اربيل للقاء عدد من عناصر ما يسمى تنظيم «داعش» المحتجزين لدى الجهات الامنية في اربيل.
في السطور التالية اعترافات مثيرة لمحتجزين من التنظيم أحدهما جاء من قضاء تلعفر والآخر من بادوش التابعين لمدينة الموصل تلقي الضوء على جوانب من أنشطة داعش وتصرفات أفراده وقادته.
عبر مقطعي الفيديو المرفقين يتحدث المحتجزان عن أسباب التحاق الشباب بتنظيم داعش والمردود المادي الذي يحصلون عليه وكيف خدعوا في البداية حتى تبينت أمامهم حقيقة التنظيم وأفكاره الضالة.
يتحدثان عن الخضوع للتعذيب بسبب تهم واهية وكيف قتل الكثيرون لا لشيء إلا لظنون غير حقيقية، ومن ذلك قتل 200 شرطي عراقي انضموا للتنظيم فقط بسبب شكوك ومخاوف من عودتهم لاحقا إلى السلطات العراقية.
كذلك يوضحان رغبة نسبة كبيرة من العناصر في الهروب لكن ما يمنعهم هو عدم وجود منفذ أمامهم بعد تفخيخ جميع طرق الخروج من تلعفر وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم حاليا بعبوات ناسفة.
عن الجانب الفكري لتنظيم داعش، قال المحتجزان: إن التنظيم يضمر الشر لجميع دول المنطقة والدول الإسلامية كافة، كما أن العنصرية تهيمن على فكر أفراده، حيث يتم التمييز حسب الجنسيات والأعراق، وأكدا في الوقت نفسه أن التنظيم مخترق من عدة جهات ودول بينها إيران.
كما بينا أيضا أنه حتى أعضاء التنظيم لم يسلموا من شره، حيث إن كثيرا منهم تعرضوا للقتل والتعذيب بذريعة أنهم يساعدون الأهالي على الهروب من مناطق سيطرة التنظيم، أو أنهم يتعاملون ويتخابرون مع السلطات العراقية.
وفيما يتعلق بالأسلحة قالا إن جانبا كبيرا من الأسلحة الثقيلة، كالدبابات والمدرعات، التي حصل عليها التنظيم عندما سيطر على الموصل تم نقلها إلى سورية، فيما يتم جلب الذخائر من سورية وهي روسية وتركية وإيرانية.
كما أوضحا أن تداول خطوط التلفون ممنوع تماما في أماكن سيطرة التنظيم حتى إن أحدهم لجأ إلى مكان سري للحصول على خط تلفون بسعر 1000 دينار.
وفي تفاصيل الاعترافات، أوضح احد عناصر داعش المحتجزين لدى القوات العراقية ويدعى (جنيد) وهو تركماني انه كان في قضاء تلعفر غربي الموصل وقام بتسليم نفسه بعد سقوط الموصل، مشيرا الى ان أهله يسكنون بغداد ولم يقوموا حتى الآن بزيارته.
وأشار الى انه انضم الى التنظيم في عام 2015 بعد دخول التنظيم الى الموصل، لافتا إلى أنه دخل التنظيم برغبته لأنه كان بحاجة الى المال وأن اقربائه الذين كانوا اعضاء التنظيم دعوه الى الانتماء اليهم، مشيرا الى انه كان يتسلم الرواتب من التنظيم حيث تسلم في البداية 500 الف دينار عراقي كهدية من ابو بكر الغدادي زعيم التنظيم، موضحا أن الراتب كان حسب اعداد الاسرة وانه كان يتقاضى شهريا 150 دولارا عنه وزوجته وطفله.
وأوضح جنيد أنه انضم الى التنظيم وعندما يحتاجونه في امر ما يأخذ سلاحه ويلبي امرهم.
واشار الى ان احد اخوته كان منظما للتنظيم وقتل اثناء عمليات تحرير الموصل، ولفت الى ان أغلبية المسلحين الذين كانوا معه هم تركمانيون وبالمرتبة الثانية (اتراك) ثم يأتي الأذربيجانيون.
وأشار الى انه لم يشارك في العمليات القتالية لكنه عمل في حفر الخنادق اضافة الى تقديم الخدمات الفنية للآليات، لافتا إلى أن التنظيم بدأ بحفر الخنادق مع بدء قصف طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح أن عدد العرب خصوصا في تلعفر قليل وان أكثر العرب متواجدون في الشام، واشار الى انه يتواجد في تلعفر المهاجرون (وهم من الاتراك والاذربيجانيين) نحو 700 عائلة.
وفيما يتعلق بالسبايا اللواتي تم أسرهن من الأيزيديات قال جنيد انهن كان يتم تمليكهن لأمراء التنظيم فقط، لافتا إلى أن التنظيم لم يكن يعطي السبايا للجنود والأشخاص العاديين وإنما كان يتم تخصيصهن لآمر اللواء او آمر الفرقة او شيخ.
كما أوضح أن أغلب المسؤولين ليسوا عراقيين وان هنالك في تلعفر (هيئة حرب) ومسؤوله طاجيكي ونائبه آمر فرقة وهو تركماني، مشيرا إلى أن أغلبية المسؤولين في تلعفر هم من التركمان وان القاضي في تلعفر الذي يسمى (قاضي الدماء) هو من القيارة.
وبالنسبة إلى العراقيين المنتمين إلى داعش قال جنيد إن أغلبهم من كبار ضباط الجيش العراقي السابق خصوصا الطيارين والفنيين، لافتا الى وجود عدد من الجنسيات العربية كما أنه التقى اثنين أو ثلاثة من الخليجيين.
وأكد جنيد أن ما فعله تنظيم داعش بالموصل وأطرافها هو القضاء على «السنة» هناك، مشيرا إلى انه بعد ما رآه من ممارسات التنظيم قرر الفرار منهم لأنهم على خطأ ويستخدمون الترهيب ضد الأهالي كما انه شاهد بأم عينيه ان مسلحي التنظيم قتلوا 200 شرطي من عناصر الشرطة العراقية من «التائبين» لان أعضاء التنظيم كانوا يقولون عندما يتم الهجوم علينا سيخونوننا.
وأضاف أنه ساعد عائلة بعبور تلعفر الى اماكن وجود القوات العراقية وذلك ادى الى سجنه من قبل التنظيم عقابا على ذلك، موضحا أن الاهالي في تلعفر يعانون من نقص شديد في المواد الغذائية كما أن مياه الشرب ايضا قليلة جدا.
وفيما يتعلق بالتنظيم الإداري في داعش وكيفية نقل التعليمات، قال إن التعليمات تأتي من الادارة العسكرية للكتيبة والكتيبة توزع التعليمات، مشيرا الى انه التقى المسؤولين حتى رتبة آمر لواء الذي كان تركيا واشار الى ان تعامل المسلحين في البداية كان جيدا وبعد بدء عمليات تحرير الموصل بدأوا بالمضايقات، مضيفا أنه بعد ان تمت محاصرة تلعفر انكشفوا اكثر للناس، ولذلك هناك الكثيرون من المنتمين للتنظيم يعتزمون الفرار لكنهم لا يستطيعون والناس على نار ينتظرون الفرج.
وعن كيفية هروبه من داعش قال جنيد إنه هرب من طريق مليء بالعبوات الناسفة وأثناء الليل لكنه كان على دراية بخريطة العبوات الناسفة، مشيرا إلى أن التنظيم منع استخدام الهاتف خصوصا بعد عمليات تحرير الموصل وان الشريحة غالية جدا حتى إنه لجأ إلى مكان سري لشراء شريحه كلفته 1000 دينار.
وأوضح أن الاسلحة التي استولى عليها التنظيم اثناء سيطرته على الموصل قسم كبير منها نقل الى سورية منها الدبابات والمدافع والأسلحة الاخرى وان الذخائر تأتي من سورية وأنها كانت روسية وتركية وإيرانية.
كما كشف عن أنهم كانوا يستخدمون اجهزة اتصالات متطورة فيما بينهم وفيما يتعلق بالطائرات المسيرة (الطائرات التحكم عن بعد) قال إنها كانت تأتي ايضا من سورية وعبر الحدود مع تركيا.
وأضاف جنيد أن نية التنظيم بعد الموصل كان التمدد نحو جميع بلاد المسلمين بما فيها الجزيرة العربية واحتلال بلاد الفرس وبلاد الروم ايضا.
وحول معاملة الأجهزة الأمنية في اقليم كردستان معهم، قال: إن التعامل جيد وانه يوجد في قاعتهم اجهزة تلفزيون لمشاهدة آخر التطورات، لافتا إلى أن جمعية الصليب الاحمر الدولي قامت بزيارتهم، مشيرا إلى أن أهله لا يعرفون شيئا عن مصيره، لافتا إلى أن عددا كبيرا من المسلحين سلم نفسه للقوات العراقية وقوات البيشمركة ومن جميع الفئات.
وعن رد فعل أهالي الموصل تجاه التنظيم، قال جنيد: إنهم جميعا خدعوا بالتنظيم لأنه في بداية سيطرتهم على الموصل كانت معاملتهم جيدة جدا لكن بعد مرور الوقت انكش امرهم وبدأوا بمضايقة الناس وترهيبهم حيث كانت عمليات القتل بالجملة تتم على مرأى من الجميع.
وحول معالجة جرحى الحرب، قال: إن أكثرية الجرحى لا تتم معالجتهم بشكل جيد لقلة الأدوية، لكن في البداية اكثرية الجرحى كانوا يتلقون العلاج إما في تركيا او سورية، مشيرا إلى أنه بسبب إغلاق الطرق لا يتمكن التنظيم من إرسال الجرحى الى تلك البلدان.
وأوضح ان اطباء كثيرين كانوا في بداية الامر في الموصل بينهم غير عراقيين، حيث كان هنالك اطباء المان وإيرانيون وسوريون يقدمون العلاج للجرحى والمرضى في الوصل.
وحول ما اذا كان التنظيم مخترقا من قبل جهات، قال: إن عددا من الامراء في التنظيم كانت لديهم اتصالات مع القوات العراقية، وفور وصولهم انضموا الى القوات العراقية، مضيفا أن جميع الدول بالنسبة لأفراد التنظيم كفار.
وحول مكان تواجد ابو بكر البغدادي، قال: ان البغدادي لا يأتي الى العراق بل انه يراقب الامور عن بعد.
وبصدد التعايش بين القوميات والأديان قبل احتلال داعش للموصل قال انه كان هنالك تعايش سلمي بين المسلمين والأيزديين والمسيحيين دون اي فرق بين احد لكن بعد احتلال داعش للمنطقة قام بقتل رجال الأيزيديين وسبي نسائهم كما قام بنهب وحجز بيوت المسيحيين لان المسيحيين تركوا ديارهم ولم يبق احد منهم في المنطقة.
50 دولاراً شهرياًأما العنصر الآخر من عناصر داعش المحتجزين لدى السلطات في إربيل، ويدعى «وحيد» وهو من بادوش التابع للموصل، فقال انه سلم نفسه لقوات البيشمركة بعد عمليات تحرير الموصل وانه كان مسلحا ويعمل بالمطبخ وإنهم كانوا يحضرون الطعام للجنود ضمن كتيبة ابو مصعب الزرقاوي بولاية نينوى وكان عددهم 170 مسلحا.
ويقول انه انتمى الى التنظيم لحاجته الى المال وانه كان يتقاضى 50 دولارا شهريا.
وأشار وحيد الى انه في بداية دخول التنظيم للموصل فإن قلة من اهل الموصل تركوا المدينة، وفيما يتعلق بالاحوال المعيشية لأهالي الموصل قال إن الناس كانوا في حالة غير جيدة سوى الذين يتقاضون الراتب من الحكومة العراقية.
وأوضح أن اهل الموصل من المسلحين كانوا هم المسيطرين على المدينة، مشيرا إلى أن التنظيم كان لديه السلاح والذخائر الكافية، أما بعد بدء عمليات تحرير الموصل وتقدم القوات العراقية اغلبية القوات انسحبت الى سورية.
وأوضح وحيد أن البنوك ايام حكم داعش كانت مفتوحة وذلك من اجل توزيع الرواتب التي كان البعض منها يأتي من بغداد بشكل رواتب الموظفين والمتقاعدين، مضيفا أن عائلته ذهبوا الى الجانب الأيسر من مدينة الموصل، أما هو فقد قرر الهروب من مناطق داعش وغيره الكثير من الشباب لأنهم ملوا من ممارسات التنظيم.
وأضاف أن استخدام اجهزة الاتصالات مثل الموبايل خلال ايام معارك تحرير الموصل كان ممنوعا ومن يستخدمه كان مصيره الإعدام.
وأوضح ان التنظيم كان يخزن المواد الغذائية لمسلحيه وأن الاهالي كانوا يعانون من قلة وشحة المواد الغذائية وحتى مياه الشرب كانت قليلة جدا، مشيرا إلى أنه كان هنالك نساء اجنبيات عديدة من الجنسيات المختلفة بين اعضاء التنظيم.
وعن كيفية توفير المواد الغذائية ومصادرها، قال وحيد: إن المعلبات ومختلف المأكولات كانت تأتيهم من سورية وتركيا وإيران، مشيرا الى ان بعض التجار من اهل الموصل كانوا يضعون الأسعار على المواد وفق مزاجهم لأنهم كانوا مع عناصر التنظيم.
وعن تعامل الاجهزة الامنية في اقليم كردستان معهم، قال: إنهم كانوا يلقون معاملة جيدة.