تعالت حدة النقاش في بلجيكا حول أحقية الفرد في إنهاء حياته وفق ما يسمى بـ «الموت الرحيم» خارج نطاق المستشفيات ليتعداه الى العيادات الخاصة بقرار شخصي من المسنين.
تلك الخطوة لاقت ردود فعل منددة خاصة من قبل الفاتيكان التي بدورها باتت تطالب بمنع قرار الموت الرحيم لمن يعاني من أمراض مستعصية داخل المستشفيات، فما بالك بأمراض الشيخوخة ووهن تقدم العمر خارج نطاق المشافي. ويحق لكبار السن وفق القرار هذا ان يذهبوا بأنفسهم إلى عيادة خاصة ويطلبون إنهاء حياتهم بسبب معاناة الشيخوخة، حيث يصبح الموت بالنسبة لهم يعني نهاية تلك المعاناة. ويأتي ذلك في أعقاب محاولات لإقناع الحكومة في الدولة الجارة هولندا لاتخاذ تدبير مماثل، ولكن الاجتماعات التي جرت في هذا الصدد بين قادة الأحزاب السياسية في البلاد، التي تسعى لتشكيل ائتلاف حكومي جديد، انتهت إلى تمسك حزب الاتحاد المسيحي الهولندي بموقفه الرافض لتوسيع القرار.
من جهته، قال عضو البرلمان الفلاماني في بلجيكا جان جاك ديغوشت، من حزب حركة الإصلاح الليبرالي، إن الوقت قد حان لإطلاق نقاش جديد حول حق الأشخاص في المطالبة بإنهاء حياتهم أو ما يعرف «بالقتل الرحيم». وأضاف: «لقد حان الوقت ليكون هذا الموضوع في الأجندة السياسية».
يذكر ان حالات القتل الرحيم تقتصر على الحالات التي تعاني من أمراض مزمنة تسبب الألم والمعاناة لأصحابها، وبات الشفاء من هذه الأمراض أمرا مستحيلا. ونظمت صحيفة «ستاندرد» اليومية البلجيكية، جلسة نقاش في هذا الصدد، شارك فيها عدد من الأطباء الذين تحدثوا عن تلقيهم طلبات كثيرة من كبار السن لإنهاء حياتهم بسبب المعاناة التي يعيشون فيها بسبب تقدم العمر بهم، وما يترتب على ذلك من أمور تجعل الحياة صعبة. وقال بعض من الأطباء: إنه «من الجيد أن تكون لدينا خطوط واضحة بشأن التعامل مع مثل هذه الحالات». وجاء الاهتمام بملف القتل الرحيم في أعقاب الصدام الذي وقع قبل أيام قليلة بين الفاتيكان ومؤسسات دينية في بلجيكا حول هذا الملف، وطلب البابا فرنسيس من جماعة «اخوة المحبة» الرهبانية البلجيكية، المهتمة بتقديم الرعاية للمرضى المعوقين، أن توقف اللجوء إلى ممارسة الموت الرحيم في المستشفيات التي تديرها، حسبما أفادت إذاعة الفاتيكان.
وأشارت إذاعة الفاتيكان الى أن الرئاسة العامة لرهبنة «اخوة المحبة» في روما، قد أصدرت بدورها بيانا في مايو المنصرم أكدت فيه أن ممارسة الموت الرحيم «غير مقبولة» و«تتعارض مع المبادئ الأساسية للكنيسة الكاثوليكية». ولهذا السبب «قرر البابا التحرك فأمر الرهبنة في بلجيكا بالعودة عن قرارها، وذلك من خلال بيان لمجمع الحياة المكرسة أكد أنه في حال رفضت الرهبنة الامتثال لهذه الأوامر فستتخذ إجراءات بحقها وصولا إلى إصدار الحرم الكنسي».