حانة في الضاحية الجنوبية والتي تعتبر معقل حزب الله، تظن في البداية أن الخبر لا يعدو كونه نكتة، أو مقلبا يحاول أحد ما أن يوقعك فيه.
في كل الأحوال، الخبر غريب، وغرابة الخبر سببها انه لم يسبق ان افتتحت حانة في الضاحية الجنوبية، ليس في السنوات الاخيرة على الأقل، عندما تصل الى المكان المنشود، في منطقة الصفير تحديدا، حينها تتأكد من صحة الخبر، ينتابك الفضول، فتدخل.
يشبه المكان ستائر الحانات التي ربما تكون زرتها او شاهدتها على التلفاز.
كل شيء في المكان يؤكد انها حانة فعلا: البار، الكراسي المحيطة به، مجموعة الزجاجات المعروضة فوقه، وكؤوس البيرة والنبيذ والشمبانيا التي تزين الواجهة، وايضا الرجل الذي يقف مبتسما خلف البار، فتطلق عليه سريعا تسمية «البارتندر».
يختفي الإرباك ويظل الاستغراب، مرفقا بأسئلة عدة بحسب صحيفة السفير اللبنانية التي نقلت الخبر: كيف يتجرأ شخص على القيام بهذا المشروع الذي يعد مخاطرة بحد ذاتها؟ فالمسألة لا تتعلق بوجود الكحول من عدمه، بل في تحفظ سكان المنطقة إجمالا على هذه المظاهر، باعتبارها لا تتناسب مع تقاليدهم وعاداتهم المحافظة، النابعة من توجه ديني في معظم الأحيان.
والجواب على لسان أحمد، صاحب الحانة. يشرح أحمد السبب وراء المشروع باعتباره نوعا من التعبير عن نظرته الخاصة لهذه الأماكن.
عمل أحمد ما يزيد على ٥ سنوات في الجميزة ومونو والحمراء، متنقلا بين حاناتها. يعتبر أن المرح لا يحتاج بالضرورة إلى شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات مثلا، كما يحصل في بعض الأحيان. وبناء على ذلك جاءته فكرة إقامة حانة من دون كحول.
ويضيف أحمد أن معظم من يرتاد هذه الأماكن، يأتي بهدف احتساء الكحول، غير أن هناك من يأتي لدوافع مختلفة، كالاستماع إلى الموسيقى مثلا، أو التعرف إلى أشخاص جدد.
يشير أحمد إلى أنه ما أن أعلن عن افتتاح الحانة حتى تلقى زيارة خاصة من شخص عرف عن نفسه بأنه «مبعوث من حزب الله». قال إنه جاء كي يتحرى عن ماهية المشروع. وعندما شرح له أحمد وجهة نظره حظي بـ «مباركة» الرجل وموافقته.
يبدو أحمد واثقا من نجاح مشروعه. ويعتبر أنه يقدم بديلا عن الحانات التي يتردد عليها الناس عادة. «هنا، يوجد كل ما يمكن أن يخطر في البال من مشروبات وكوكتيلات يمكن الحصول عليها في الحانات العادية، لكنها خالية من الكحول».
علي هو أحد الأشخاص الذين وجدوا في هذه الحانة بديلا كان يبحث عنه دائما. يقول علي إنه كان يشرب الكحول، إلا أنه امتنع عنها لأسباب دينية. وأجبره هذا الالتزام على التوقف عن ارتياد الحانات، مما شكل له معضلة لم يجد لها حلا، إلى أن تعرف على هذه الحانة «أنا بحب قعدة البار، يمكن تعودت ما بعرف استطيع أن أمنع نفسي عن الشرب، ولكن ليس عن المرح».