واصل مندوبو الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة أمس بشأن المناخ في كوبنهاغن اجتماعاتهم لليوم الرابع لبحث سبل التوصل الى اتفاق يحل محل بروتوكول كيوتو.
وواجهت مجموعات قليلة العدد من المحتجين أعضاء الوفود امس الخميس مطالبين ببذل مزيد من الجهد للتوصل الى اتفاق وزيادة عروض الدول بشأن الحدود المستهدفة من خفض انبعاثات الغازات الضارة.
وسارت مجموعة من أعضاء جمعية «أصدقاء الأرض» تحمل لافتات وتردد هتافات تطالب الاتحاد الأوروبي بزيادة عروضه بشأن خفض الانبعاثات وتدعو للعدالة بشأن مواجهة أعباء اتفاق المناخ.
وقال أحد أعضاء جمعية أصدقاء الأرض في أوروبا ويدعى كريستيان ديبونو «إننا نصرخ في وجه الاتحاد الأوروبي الذي يجتمع اليوم ونريد أن يتخذ قادته موقفا قويا في مكافحة آثار التغيرات المناخية». وداخل قاعة المؤتمر خرج الملياردير جورج سوروس ليقول انه وجد طريقة للخروج من المأزق الراهن في اجتماع كوبنهاغن بشأن تمويل اتفاق المناخ وهي استخدام أرصدة صندوق النقد الدولي.
وقال سوروس لـ «رويترز» ان الدول الغنية يمكنها استثمار جزء من حقوق السحب الخاصة في صندوق النقد الدولي التي تبلغ قيمتها 283 مليار دولار في مشروعات خفض الكربون في الدول النامية. تبادلت الولايات المتحدة الأميركية والصين، الانتقادات اللاذعة في كوبنهاغن خلال المحادثات الممهدة للقمة الدولية للمناخ، وذلك بشأن صدق نواياهما للحد من التغيرات المناخية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» امس، أن رئيس الوفد الأميركي المفاوض تود ستيرن حث الصين على الوفاء بما تعهدت به بتخفيض معدلات انبعاث الغازات المتسببة في ارتفاع حرارة الأرض، وأن تؤكد ذلك التعهد بإدماجه ضمن معاهدة دولية للحد من التغيرات المناخية.
من جانبها، انتقدت الصين مجددا فشل الولايات المتحدة في الوفاء بتعهدها قبل 17 عاما بمساعدة الدول النامية وبتخفيض معدل انبعاث الغازات المتسببة في ارتفاع حرارة الأرض.
ووردت هذه التعليقات في أثناء مؤتمرين صحافيين منفصلين في العاصمة الدنماركية، حيث تجرى المباحثات قبل أن يشارك 110 زعماء دول أو حكومات بالعالم في قمة المناخ.
في سياق متصل، أثبتت دراسة علمية متخصصة أن التغييرات المناخية مستمرة في التغير في كل عام تقريبا منذ 1980 وبحسب الدراسة التي نشرت الأربعاء أنها اعتمدت على مؤشر يوضح التغيرات في درجات الحرارة في العالم.
وقال البرنامج الدولي للغلاف الأرضي والمحيط الحيوي إن المؤشر الجديد للتغيرات المناخية يعتمد على درجات الحرارة العالمية وحجم بحر الجليد في القطب الشمالي في الصيف وكميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ومستويات البحار.
وقالت سيبل سيتزنجر المديرة التنفيذية للبرنامج في مؤتمر صحافي على هامش المحادثات المنعقدة في كوبنهاغن في الفترة من 7 إلى 18 ديسمبر والتي تهدف للتوصل الى اتفاقية تحت مظلة الامم المتحدة لمكافحة التغيرات المناخية «النظام المناخي يتغير باتجاه كوكب أكثر حرارة».
وأضافت ان الهدف هو إعطاء الناس لمحة سريعة عن ظاهرة الاحتباس الحراري للمساعدة في فهم القضايا.
وأشارت الى ان العلماء وضعوا في الاعتبار 4 عوامل سهلة الفهم قدمتها الحكومات ورفضوا تفضيل العناصر التي ربما تحرف النتائج. ويعود المؤشر الى 1980 عندما بدأ الاحتفاظ بسجلات لبيانات جرى جمعها بالأقمار الاصطناعية.
وقالت ان الفكرة استلهمت من مؤشرات الاسواق المالية مثل داو جونز وفاينانشال تايمز.
ووفقا للمؤشر فإن التغيرات المناخية ازدادت سوءا في كل عام منذ 1980 فيما عدا أعوام 1982 و1992 و1996 ربما لأن أنشطة بركانية كبيرة وقعت في تلك الأعوام وتسببت في كبح درجات الحرارة.