بالإمكان التخلص من الذكريات المؤلمة لفترة لا تقل عن سنة كاملة من دون الاعتماد على الأدوية أو العقاقير. وبحسب الدراسة التي أعدها مؤخرا باحثون أميركيون ونشرتها دورية «نايتشر» فإن التقنية الجديدة «تستغل» الطريقة التي يستخدمها الدماغ البشري لتخزين المعلومات واسترجاعها لتحقيق ذلك. وأوضح هؤلاء أنه عندما نسترجع الذكريات البعيدة فإنها أي الذكريات تمر بفترة ضعف قصيرة ما يتطلب إعادة تخزينها مرة أخرى لأن الذاكرة بحسب العلماء عندما تكون بحالة هشة يصبح بالإمكان التأثير عليها وتعديلها وحتى التشويش عليها. واستخدم العلماء في السابق عقاقير أملا في مساعدة الذين تطاردهم الذكريات المؤلمة مثل من وجدوا أنفسهم فجأة وسط أهوال أو كوارث من أجل تهدئتهم وتخفيف مخاوفهم ولكن تبين أنه كان لهذه الأدوية أو العقاقير عوارض جانبية من بينها التسمم. وجرب هؤلاء أدوية توصف عادة للمصابين بارتفاع ضغط الدم مثل «بروبرانولول» ولكن تبين أنه لم يكن مناسبا للجميع.
وقررت الاختصاصية في علم النفس إليزابيث فيلبس من جامعة نيويورك اعتماد مقاربة جديدة من أجل التخلص من الذكريات المؤلمة عند البشر باستخدام تقنيات جديدة أثرت على سلوك هؤلاء وخلصتهم من ذكرياتهم المؤلمة لمدة لا تقل عن سنة كاملة. وقالت فيلبس «استفدنا من تجارب قديمة أجريت على الحيوانات وبإمكاننا الآن تطبيقها على البشر ولكن بطريقة معقدة تتطلب ربما معالجة سريرية». وغالبا ما تتم معالجة المرضى الذين تؤرقهم ذكريات مؤلمة بواسطة تقنيات العلاج النفسي الحديث عبر استحضار الذاكرة لأشياء مرعبة مثل رؤية ثعبان متحفز للانقضاض أو الاصابة بطلق ناري أو ما شابه إذ يترسخ في العقل الباطني بشكل تدريجي أن هذه المحفزات آمنة تماما وبالتالي لا حاجة للقلق.