مع مرضه الجلدي ومحاصيله الضعيفة من الأرز، لا ينسى يوسف سوبريادي يوما أنه مقيم قرب نهر سيتاروم الإندونيسي المعروف بأنه أكثر الأنهار تلوثا في العالم والذي أبدت سلطات جاكرتا أخيرا عزمها مواجهة التحدي الهائل بتنظيف هذا المكب المائي.
هذا النهر الواقع في غرب جزيرة جاوا مليء بالملوثات من كل الأنواع، من زئبق ورصاص وزرنيخ ونفايات منزلية وغائط حيواني. كما أن تكاثر النفايات السامة التي ترميها مصانع النسيج في المنطقة في مياه النهر يفاقم المشكلة. وفي ظل اضطراره لاستخدام هذه المياه الشديدة التلوث لري حقله الصغير، يرى سوبريادي حجم محاصيله من الأرز يتراجع بنسبة تفوق الثلثين خلال موسم الأمطار بموازاة تدهور حالته الصحية.
ويروي هذا الرجل البالغ من العمر 54 عاما لوكالة فرانس برس «أشعر بحكة في اليدين ومحاصيل متضررة».
ويقول «التلوث يصيب انتاجي من الأرز. إذا ما بقيت على هذا النحو، سأفقد المال. إذا لم أستمر، لن يكون لدي عمل آخر».
وكان البنك الدولي صنف في الماضي سيتاريوم كأكثر أنهر العالم تلوثا كما أن مياهه باتت مصدرا للطاقة الكهرمائية لجزيرتي جاوا وبالي. وبعد عقود من الإخفاقات في تنظيف الموقع، حيدت جاكرتا السلطات المحلية وقررت التصدي للمشكلة بنفسها.