- صحيفة پولندية: سلفيو يبدو وكأنه خليفة لقيصر روماني يخلط بين الأعمال التجارية والسلطة
أثارت واقعة تعرض رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني لاعتداء من قبل رجل في ميلانو اهتمام الصحف الأوروبية بشكل واسع النطاق.
وأدان أنصار برلسكوني الهجوم واصفين إياه بأنه جزء من «حملة كراهية» يقودها اليسار في إيطاليا بهدف إسقاط برلسكوني في حين حاولت صحف أخرى البحث في أسباب الهجوم.
وتطرقت صحيفة «الموندو» الأسبانية إلى طريقة تعامل أنصار برلسكوني مع الواقعة وكتبت في عددها الصادر امس: «من ينظر من بعيد للوضع يسأل نفسه كيف يمكن لسياسي مثل برلسكوني ان يفوز في انتخابات بعد كل تلك الفضائح المالية والشخصية التي تورط فيها؟».
ورأت الصحيفة الإسبانية ان هذا الاعتداء هو إشارة تدل على «خيبة الأمل وقلة الحيلة» في وقت أثبتت فيه المعارضة الإيطالية على مدار سنوات عجزها الواضح.
واختتمت الصحيفة تعليقها قائلة: «للأسف فإن الاساءة والضرب أسهل بكثير من النقاش والإقناع».
أما صحيفة «ديزينيك جازيتا برافنا» الپولندية فقالت ان برلسكوني شخصية تبدو وكأنها خليفة لقيصر روماني يخلط بين الأعمال التجارية والسلطة لدرجة انه يستخدم وسائل الإعلام المملوكة له في الهجوم على خصومه السياسيين.
وتطرقت الصحيفة إلى التعاملات التجارية بين برلسكوني والمافيا واعتماده على خدع ضريبية بالاضافة إلى تحوله مع الوقت إلى «بطل الفضائح» واستخدامه كلمات قاسية لا يمكن قبولها في العالم المتحضر في الهجوم على الشخصيات السياسية التي تخلت عن وفائها له.
واتفقت الصحيفة الپولندية مع الصحيفة الاسبانية على أن هذا الاعتداء على برلسكوني يعكس درجة الإحباط واليأس ولكنها شددت على أن مثل هذا الاعتداء لا يؤدي إلا إلى زيادة العنف. من ناحية اخرى تضاربت التقارير حول الاعتداء الذي تعرض له رئيس الوزراء الإيطالي وسبب له نزيفا وأدى لسقوطه على الأرض بعد فترة قصيرة من حضوره اجتماعا سياسيا في مدينة ميلانو الإيطالية.
فقد أفاد شهود عيان بأنه جرى نقل برلسكوني الذي تعرض لإصابة في الوجه أدت لنزيف غزير من الفم في سيارة نقلته سريعا لمستشفى سان رافايل في ميلانو لإجراء فحوصات ولم يعرف بعد ما اذا كان المعتدي لكمه في وجهه ام ضربه بلوحة مصغرة لكاتدرائية ميلانو وأظهرت الفحوصات إصابة برلسكوني بكسر في اثنتين من أسنانه بالإضافة لإصابته بجروح في منطقة الفم. ولم يفقد رئيس الوزراء الإيطالي الوعي على الإطلاق لكنه احتجز في المستشفى ليلة أمس حيث أجريت له المزيد من الفحوصات.
وذكرت تقارير إعلامية أن منفذ الهجوم المزعوم يدعى ماسيمو تارتاجليا وهو في أوائل الاربعينيات من العمر. وانه اقترب من برلسكوني فور مغادرته اجتماع لحزب شعب الحرية.
وذكرت تقارير إعلامية ان تارتاجليا وهو رسام تشكيلي يعمل في شركة والده بالقرب من ميلانو كان يتلقى علاجا من مشاكل نفسية لما يقرب من 10 سنوات.
وقال المتحدث باسم برلسكوني باولو بونايوتي الذي رافق رئيس الوزراء إلى المستشفى إن الهجوم جاء نتيجة «للتوترات القائمة في البلاد والتي ترجع إلى الانتقاد المتكرر لرئيس الوزراء من قبل المعارضة التي تنتمي ليسار الوسط».
وأوضح بونايوتي ان برلسكوني نفسه عبر عن هذا القلق في وقت سابق من اليوم في طريقه الى ميلانو لحضور اجتماع في المدينة قبل الانتخابات الإقليمية التي ستجرى في مارس.
ونقل بونايوتي عن برلسكوني قوله «هناك مناخ من الكراهية. آمل ألا يحدث شيئا».
وندد أعضاء حزب برلسكوني «بمناخ المواجهة» الذي أدى إلى مثل هذه الاعتداءات. ووصف امبرتو بوسي وهو شريك في الائتلاف الحاكم لبرلسكوني الاعتداء بأنه «عمل إرهابي» ونددت أحزاب المعارضة أيضا بالاعتداء على رئيس الوزراء.