تقدم بنيش إحسان من منزلها في كراتشي وصفة طبية للطفل مصعب ذي السنتين المتحدر من قرية نائية تبعد 1500 كيلومتر إلى الشمال، ففي باكستان، لا يقتصر أثر الطب الإلكتروني على إخراج الأرياف من عزلتها بل يتعداه إلى تمكين الطبيبات من مزاولة تخصصهن.
وتستفسر الطبيبة من والد الطفل محمد فياز عبر «سكايب» عن وضعه متوجهة خصوصا بسؤال بشأن استمرار حالات التقيؤ لديه، قبل أن تنصح والدته بإطعامه كميات أكبر من الخضار والفواكه. وقد أحدث الانترنت ثورة على صعيد الخدمات الطبية في قرية بهوسا مانشيرا المعزولة في ولاية خيبر بختونخوا في شمال غرب باكستان. ففي الماضي، كان يتعين على محمد فياز اجتياز مسافات طويلة مع ابنه إلى مدينتي ابوت آباد او بيشاور قبل الانتظار لفترات إضافية في مستشفيات مكتظة.
لكن بات في مقدوره التوجه إلى عيادة «صحة» الخاصة في القرية، ويرسل أول فحص تجريه ممرضة عبر الانترنت إلى طبيبة تستعين بعدها بالشبكة العنكبوتية لمعاينة المريض.
ويقول محمد فياز مبتسما «تناول ابني جرعة من هذا الدواء وهو يشعر بتحسن». ولم تكلفه المعاينة سوى 100 روبية (90 سنتا من الدولار)، إذ ان اكثرية التكاليف تكفلت بها جهات مانحة.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، عولج أكثر من خمسين ألف مريض في ولايات البنجاب (شرق) والسند (جنوب) وخيبر بختونخوا (شمال غرب) إضافة إلى قرية نائية في شمال اسلام آباد بحسب الطبيبة رشيد.