دخلت عميلتان شابتان للموساد إلى مستشفى للأمراض العقلية في وسط إسرائيل وهما في حالة خلل عقلي يعتقد أن سببه ضغط العمل فيما وضع الموساد حراسا عليهما للتأكد من عدم كشفهما أسرارا أمنية. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» امس أن الأطباء والمسؤولين في المستشفى فوجئوا مؤخرا لدى استقبالهم شابة جميلة وهي في حالة خلل عقلي ويرافقها حارس شخصي. وبعد أن سأل الأطباء عن سبب وجود مرافق شخصي للشابة تم الإيضاح لهم أن الحديث يدور عن عميلة للموساد وأن مهمة المرافق ليست الاهتمام بحالتها وإنما كي لا تتسبب حالتها في التحدث أكثر مما ينبغي عن خدمتها في جهاز المخابرات.
ووفقا للصحيفة فإن الأمر الذي تلقاه عميل الموساد الذي يرافق الشابة يقضي بأنه «ممنوع أن تصل أسرار من الجهاز إلى آذان ليست مخولة بسماعها».
ووافق الأطباء مرغمين على تواجد عميل الموساد في جلسات المحادثات مع المريضة من الموساد رغم أنهم ليسوا معتادين على تواجد شخص ثالث في جلسات كهذه مع مرضاهم وإضافة إلى ذلك خضع الأطباء لتحقيق أمني ليتسنى لهم الوصول إلى المريضة. وتزايد ذهول الأطباء عندما وصلت بعد وقت قصير شابة جميلة أخرى إلى المستشفى يرافقها عميل آخر للموساد يتعين عليه الحفاظ على عدم تسرب أسرار دولة من العميلة ق المريضة التي سرعان ما اتضح لهم أنها هي الأخرى عميلة للموساد.
ورفض الموساد الإدلاء بأي معلومات بشأن ما حدث مع العميلتين وسبب حالتهما النفسية المتردية، كما أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عقب باسم الموساد بالقول «إننا لا نعطي تفاصيل حول نشاط المكتب».
لكن خبراء نفسيين تحدثت يديعوت أحرونوت معهم رجحوا أن الحالة النفسية التي تعاني منها عميلتا الموساد ناجمة من طبيعة عملهما حيث تتعرضان لمخاطر داهمة على الحياة إلى جانب التخوف الدائم من انكشاف هويتهما. وقالت الصحيفة إن السرية هي الأساس في عمل الموساد كما أن أساليب تشغيل العميل هي مسألة سرية.
وقالت الطبيبة النفسية د.دوريت يوديشكين مديرة وحدة الصدمة النفسية في مركز الصحة النفسية «بريل» في تل أبيب إن «العمل تحت وطأة الضغوط النفسية الثقيلة والتعرض لمخاطر داهمة على الحياة إلى جانب التخوف الدائم من انكشاف هويتك الحقيقية قد يتم التعبير عنه بأشكال مختلفة من الخلل النفسي». وأضافت أنه «قد يؤدي نوع عمل كهذا لدى أشخاص قابلين للتعرض لمس كهذا من الناحية الجينية إلى اندفاع حالات نفسية وجائز جدا أن العمل في الموساد يؤدي بالعميل إلى مواجهة مع ضغوط يومية ثقيلة». وقال مسؤول مطلع على حالة عميلتي الموساد إنه «ربما هذا مرتبط قليلا بعملهما ومن الناحية الإحصائية قد يكون الأمر مصادفة فإذا عانى واحد من بين كل مائة عميل موساد من نوبة نفسية فإن هذا الأمر ليس مختلفا عن نسبة المرضى بين مجمل السكان».