تبدو صفاء فقيه وهي تعمل على صناعة العقيق اليمني وأحجار كريمة اخرى، منعزلة عن محيطها وغارقة في جو من الهدوء والتركيز بعيدا عن الحرب التي تمزق بلدها الفقير منذ سنوات.
ورغم الدم الظاهر تحت أظافرها، تدخل الشابة اليمنية الجريئة بيديها العاريتين حجر عقيق أزرق في النار المتوهجة، ثم تديره برفق وهي تضعه في القالب المخصص له.
وتنتقل صفاء بينما لاتزال حرارة الحجر مرتفعة للجلوس خلف عجلة متحركة في يديها حجر العقيق تمرره فوق العجلة وهي تحاول ان تضفي أكبر قدر من النعومة على أطرافه.
وتمر دقائق يتحول معها الحجر من جسم غير متواز، الى حجر مقطع بتناسق تام، يلمع في الضوء بشكل مبهر.
وتروي صفاء صاحبة العينين البنيتين انها تحب هذه الصناعة «رغم انها تسبب لي الأمراض أحيانا»، مضيفة «أحب أن اكون بين الأحجار الكريمة وأحب الاحجار نفسها.
هذا شغف حقيقي بالنسبة لي». ويزخر اليمن بكميات كبيرة من العقيق. وكان هذا البلد الواقع في أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية موطن ملكة سبأ التي قدمت للملك سليمان الذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة التي أتت بها من هذه المنطقة.