لا تدرك جويرية، الابنة الصغرى للباكستاني فرمان علي، ما أصابها وأختيها.
فقد رحل والدها عن الدنيا قبل أن يراها، لكنه أصبح مثلا في الشجاعة والتضحية، بعدما أنقذ 14 شخصا وهو يصارع سيول جدة قبل أن ينال منه القدر وتفقد أسرته معيلها. وتقول زبيدة، الابنة الكبرى لفرمان علي: «كان أبي يحبني، وقال لي في الهاتف إذا تفوقت في المدرسة فسيعطيني ألعابا ونقودا عندما يعود». لكن الأب لم يعد، وما أصعب أن يفقد الإنسان عزيزا في الغربة، فكيف به إن كان زوجا أو ابنا أو أخا مثل فرمان.
العزاء الوحيد الذي يخفف من مصاب أسرة فرمان اعتبارها أن ابنها عاش بطلا وقضى شهيدا. وتتذكر والدته جيهان أن فرمان «كان مطيعا ومحبا للخير. نعم إننا حزينون على فراقه لكننا فخورون به لأنه استشهد وهو يخدم الناس ويسعى لإنقاذهم، ما زلت أذكر اتصاله بي عندما بدأت الأمطار الغزيرة بالهطول على جدة طالبا مني أن أدعو الله أن يحفظه ويحفظ الجميع من حوله».
الشاب الراحل ترعرع في أسرة مكونة من 5 إخوة و5 أخوات، ولاتزال تضحياته وسيرته الطيبة على كل لسان في الحي الذي عاش فيه. ويذكر أستاذه السابق بهرمان أن الشاب كان «تلميذا مهذبا ومطيعا. لقد كان رفيقا بزملائه ومتفوقا في دراسته».
وقد بادرت مجموعة من الشباب في جدة لإطلاق حملة تهدف إلى تكريم فرمان، ومساعدة عائلته كنوع من رد الجميل للشاب الذي أنقذ 14 شخصا.
وأسست المجموعة صفحة خاصة على موقع «فيس بوك»، انضم إليها حتى الآن 23 ألف شخص، بحسب ما قال أحد أعضاء المجموعة عبدالله الحمدان لبرنامج «صباح العربية» امس.
وتهدف الحملة، بحسب الحمدان، للتأكيد على ثقافة التسامح في الخليج، «فنحن في السعودية فخورون به لقيامه بهذا الدور الكبير».