يشكل تمثال بوذا المحفور في جرف صخري في وادي سوات في باكستان، مقصدا سياحيا واعدا ورمزا كبيرا للتسامح في منطقة ظلّت لسنوات طويلة تحت سطوة حركة طالبان.
وكاد هذا التمثال أن يُدمّر بالكامل كتلك التي دمّرها مقاتلو طالبان في باميان الافغانية، لكن حظّه كان أفضل منها.
يقول لوكا اوليفييري، من البعثة الأثرية الإيطالية : "هذا التمثال مهم للغاية، فهو يعد أحد أهم الرموز البوذية القديمة في وادي سوات، وأصبح مقصدًا هاما للسياح الدينيين الذين يأتون من الدول البوذية مثل تايلاند وكوريا الجنوبية وأيضًا من الصين وبوتان والدول المحيطة".
وكان الوادي على امتداد قرون طويلة محجّة للبوذيين، ولاسيما الآتين منهم من الهملايا، وهم يعتبرون الوادي "أرضا مقدسة" تعمل بعثة أثرية إيطالية في وادي سوات منذ ستة عقود، ونجحت في ترميم التمثال الذي حاولت طالبان باكستان تفجيره في سبتمبر 2007، لكن المتفجرّات لم تعمل كلّها.
ومن جانبه يقول برويش شاهين، وهو متخصص في التراث البوذي: " كأنهم قتلوا والدي، فهذا ليس مجرد تمثال من حجر بل هو ثقافتي وهم هاجموا ثقافتي وتاريخي".
اختفت البوذية من الوادي في القرن الخامس، فقد طردها منه المسلمون والهندوس.وقبل ذلك عاش الوادي بين القرنين الثاني والرابع عصره الذهبي، حين كان ألف دير وصومعة تنتشر في نواحيه.