- أوباما: الأيام المقبلة هي الأصعب ونجنّد كل إمكاناتنا لمساعدة المتضررين
قدرت هاييتي أن يكون ما يناهز مائتي ألف شخص قضوا في الزلزال الذي شرد حسب بورت أوبرينس مليونا ونصف المليون شخص.
وقد تم دفن اكثر من اربعين الف جثة حتى الآن في مقابر جماعية بعد ان اكتظت المقابر الاخرى بالجثث جراء ثقل حصيلة الزلزال الذي رجحت السلطات ان يناهز عدد قتلاه المائتي الف.
وشردت الكارثة قرابة مليون ونصف المليون شخص معظمهم يعيشون في العراء يكابدون الألم والجوع والعطش مفترشين الطرقات بانتظار وصول المساعدات. وبسبب ازدياد عدد المصابين الذي وصل الى اكثر من مائتين وخمسين الف شخص، قررت السلطات تحويل كل المراكز الرياضية الى عيادات ومستوصفات ميدانية لمعالجة المرضى وتقديم المساعدة الطبية الملحة. وقد وجهت الامم المتحدة نداء عاجلا الى المجتمع الدولي لجمع 562 مليون دولار لمساعدة هاييتي، معتبرة ان مليوني شخص يحتاجون الى مساعدة غذائية فضلا عن ثلاثمائة الف مشرد.
إلى ذلك حذر علماء من ان الزلزال العنيف الذي ضرب هاييتي ينذر بوقوع هزات ارضية اخرى في المنطقة واكدوا ضرورة اعادة اعمار بور او برنس الواقعة على طول خط الزلازل، بمواد مقاومة لها.
وقال بول مان الباحث في المعهد الجيوفيزيائي في جامعة اوستن بتكساس «يجب الا تتم عملية اعادة الاعمار انطلاقا من مبدأ ان الخطر زال عن هاييتي».
واضاف ان «الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة القريبة من بور او برنس قد يكون زاد الضغوط في المناطق القريبة من الصدع الزلزالي».
ويعمل الباحثون على نظام لوضع نماذج لمعرفة التغيرات التي طرأت على المنطقة نتيجة الزلزال الذي ضرب هاييتي الثلاثاء وبلغت قوته سبع درجات.
وقال مان في اتصال هاتفي اجرته معه وكالة «فرانس برس» ان «هذا الصدع يمتد على مئات الكيلومترات والجزء الذي سبب الزلزال لا يتجاوز ثمانين كلم»، واضاف «لكن الضغط يتجمع في اجزاء عديدة لم تشهد زلازل منذ مئات السنين ويمكن لأي جزء ان يتسبب بزلزال شبيه بالذي ضرب هاييتي».
ويخشى وقوع كارثة جديدة حتى وان لم يكن هناك سوى مركزين شديدي الكثافة السكانية على طول الصدع هما بور او برنس وكينسغتن في جامايكا، خصوصا ان الجزء الذي سبب الزلزال ليس الاقرب من عاصمة هاييتي.
وهناك صدع ثان يمر عبر شمال هاييتي حتى جمهورية الدومينيكان المجاورة، لم يشهد أي تحرك منذ 800 سنة والضغط الذي تجمع كاف لتشكيل زلزال جديد بقوة 7.5 درجات.
وتابع مان ان «السؤال هو معرفة متى ستضرب الزلازل الجديدة»، موضحا انه من الصعب توقع «اذا ما كان ذلك سيحصل العام المقبل او خلال قرن».
من جهة اخرى، توجه الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى هاييتي اليوم لتأكيد تضامنه مع موظفي المنظمة الدولية هناك ومع سكان هذا البلد والوقوف عند حاجاتهم.
القادم.. أصعب
في السياق نفسه، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن هاييتي تمر بمرحلة صعبة رغم تدفق المساعدات الإنسانية إليها بعد الزلزال العنيف الذي ضربها يوم الثلاثاء الماضي.
ونقل راديو «سوا» الأميركي مساء الجمعة الماضي عن أوباما قوله ـ في كلمة بالبيت الأبيض هي الثالثة له منذ وقوع الزلزال ـ إنه ستكون هناك أيام صعبة كثيرة في هاييتي خلال الفترة المقبلة.
وتابع قائلا «ثمة العديد من الناس بحاجة إلى مساعدات، فمرفأ العاصمة بور اوبرنس مازال مغلقا والطرقات متضررة والمواد الغذائية نادرة وكذلك الماء».
وقد أجرى أوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس الهاييتي رينيه بريفال أكد له فيه «التضامن الكامل» من الولايات المتحدة على المدى القريب والبعيد لمساعدة هذا البلد على تخطي عواقب الزلزال.
فرار 6000 معتقل
من ناحية اخرى، افادت مصادر حكومية وكالة «فرانس برس» بأن نحو ستة آلاف معتقل فروا من سجون هاييتي التي اصيبت بدمار جزئي وتركت من دون مراقبة.
ومن اصل هذا العدد، كان نحو اربعة آلاف معتقلين في سجن العاصمة بور او برانس علما، ان عددا كبيرا منهم كانوا محكومين بالسجن مدى الحياة، وفق المصادر نفسها.
ولاحظ مراسلو «فرانس برس» بعد الزلزال ان السجن المذكور اصيب بدمار جزئي وخلا من اي سجناء.