رجح مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ د.عكرمة سعيد عبدالله صبري في قضية استخدام كلمة «الله» عند المسيحيين الماليزيين الرجوع الى العرف الماليزي في استخدام هذه الكلمة عند غير المسلمين.
وقال الشيخ صبري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش زيارته لماليزيا اليوم «لا استطيع ان افتي الا بما اتصوره وبالتالي فنحن لا نتصور كيف يرى العرف الماليزي هذه الكلمة ولكن نسأل الله ان يوفق جميع ابناء البشرية في هذا الكون ان يتوجهوا الى الله سبحانه وتعالى».
واضاف ان المجتمع الماليزي المسلم له عرفه الخاص فيما يراه مناسبا في استخدام كلمة «الله» عند غير المسلمين مفيدا بأن «غير المسلمين في فلسطين يستخدمون هذه الكلمة وليس لدينا اي مانع في استخدامها سواء من قبل المسيحيين او اليهود».
وافاد بأنه لا يجد اي حساسية في قضية استعمال كلمة «الله» عند غير المسلمين موضحا ان هذه الكلمة في اللغة العربية تعد علما على لفظ الجلالة وليس هناك اي حساسية ايضا لا في العقيدة ولا في العرف الفلسطيني خاصة من استعمال هذه الكلمة عند غير المسلمين.
وامتدح الشيخ صبري التفاهم والانضباط اللذين تتمتع بهما ماليزيا على الرغم من تعدد اعراقها واديانها موضحا ان ذلك يشير الى وجود قانون واضح وصارم يضبط كل هذه الامور في اطار يعطي حقوق المواطنين وحرياتهم على اختلاف اديانهم ومعتقداتهم.
وتصاعد الخلاف مؤخرا بين المسلمين والمسيحيين في ماليزيا بشأن هذه القضية اثر مطالبات بعض المسلمين باعادة النظر في قرار يسمح للكاثوليك بكتابة هذه الكلمة على اغلفة مطبوعاتهم فقط ومطالبة المحكمة بمنع غير المسلمين نهائيا من استخدام لفظ الجلالة الامر الذي ادى الى قيام بعض المتظاهرين بحرق ثماني كنائس ومدرسة مسيحية.
وتوعد النشطاء المسلمون في ماليزيا بتسيير مظاهرات عارمة في البلاد اذا لم تحظر المحكمة العليا استخدام الكنيسة الكاثوليكية لكلمة «الله» سواء في كتاباتها او صلواتها في حين يدعو بعض المعتدلين المسلمين الى السماح باستخدامهم للفظ الجلالة لكن بشروط صارمة مطالبين بتهدئة التعصب الديني لمصلحة الوطن.
يذكر ان صحيفة «هيرالد» الاسبوعية التي اثارت القضية تعد من الصحف الكاثوليكية الرائدة في ماليزيا حيث توزع بأربع لغات هي الانجليزية والملايوية والهندية والصينية ولها نشاطات تبشيرية واسعة في بلد يضم نحو 850 ألف كاثوليكي اي ما نسبته 9.1 % من تعداد السكان البالغ عددهم نحو 26 مليون نسمة.