ظل يصارع الموت تحت الانقاض 11 يوما واعتبرته عائلته من الأموات، فغير معقول ان يظل انسان تحت ركام هائل من المباني والاتربة دون شربة ماء او كسرة خبز طيلة هذه المدة ويظل على قيد الحياة.
لكن هذه مشيئة الله ان تسمع أسرته صوته يأتي واهنا، ربما مجرد همسات الأقرب الى الموت منه الى الحياة فأبلغت على الفور فرق الاسعاف لتبدأ جهودا مضنية لتسحب هذا الشاب حيا غير مصدقة وهو نفسه ظهرت على وجهه علامات الدهشة رغم الاعياء الشديد الذي بدا عليه، لكنه خرج وعاد الى الحياة متذكرا لحظات الموت ورائحته في المكان الذي انحشر فيه، وكل ما يتذكره هذا الشاب همهمات الكثيرين بجواره التي انقطعت رويدا رويدا الى ان اسلموا الروح لبارئها.
الوكالات تناقلت اول من امس الخبر ونشرته الانباء، وامس أوردت التفاصيل المذهلة حيث استطاع فريق من المسعفين الدوليين في بور او برانس من انتشال الشاب حيا وعمره 23 عاما من تحت الانقاض ونقل لاحقا الى المستشفى.
وكان الشاب، واسمه فيسموند اكسانتوس، قادرا على النطق والحركة حين حمله عناصر اطفاء فرنسيون يساعدهم مسعفون اميركيون على وقع تصفيق الحشد.
وقال الليفتانت كولونيل كريستوف رونو الذي كان يقود فريق الاسعاف الفرنسي «يمكن القول انها فعلا اعجوبة ويمكننا ان نأمل بانه لن يكون الاخير».
وعلق ديدييه لو بريه السفير الفرنسي في هاييتي «ما حصل لا يصدق. لقد قاوم طوال احد عشر يوما».
وتم اعلان انقاذ هذا الرجل فيما اعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في جنيڤ ان «مرحلة البحث (عن ناجين) واغاثتهم» انتهت رسميا الجمعة، لكن لو بريه اكد للصحافيين ان «عناصر الاطفاء اناس عنيدون فقد حضروا حين تلقوا نداء بذلك».
وقال رونو «يمكن ان يكون ثمة اشخاص آخرون تحت الانقاض»، مضيفا ان «الامر الوحيد الذي ينبغي القيام به الان هو محاولة التواصل معهم».
وتابع رونو ان الناجي «كان في مكان كبير نسبيا حيث كان قادرا على الحركة، وقد عثر على بعض المياه ما ساعده في الصمود».
وروى «تمكنا من التحدث اليه» لدى وصول المسعفين، «فرد علينا ونجحنا في احداث ثقب لنتيح له تلقي بعض الضوء، ثم تمكنا من نقل بعض المياه اليه لمساعدته في الصمود خلال الساعات الاخيرة من العملية».