- محامي القاتل لمحامي المحرِّض: إذا كان هدفكم تبرئة هشام فقط فسوف أقلب الطاولة فوق رؤوسكم و«عليّ وعلى أعدائي»!
أحمد عفيفي
وتعود الى الأضواء مرة اخرى قضية الموسم وربما كل المواسم، اقصد بالقطع قضية الثالوث الشهير، سوزان تميم وهشام طلعت مصطفى ومحسن السكري.
تلك القضية التي شغلت ولاتزال تشغل الرأي العام ليس في مصر وحدها ولكن على امتداد العالم العربي، وذلك لتشعب أماكنها، فقد وقعت الجريمة البشعة في دبي والضحية من لبنان ومرتكبي الجريمة من مصر.
فاليوم تنظر محكمة النقض في قبول الطعن الذي قدمه محامو المتهمين (هشام والسكري) وكذلك محامي السكري، بعد ان قبلته النيابة ورفعته للمحكمة، مع العلم ان قرار النيابة غير ملزم للمحكمة، فمن الجائز ان تأخذ به أو ترفضه حسب قناعتها ورؤيتها.
لكن ما من شك ان الغريق يتعلق بقشة مثلما يقولون، وان تعيش على الأمل ولو بنسبة 1% أفضل من فقدانه الى الأبد، وعظمة الأمل هنا انه يتعلق بالحياة او الموت، خيط رقيق رفيع يفصل بين الاثنين سينطق به القاضي اليوم: تم قبول الطعن وإعادة المحاكمة، لحظتها ربما سيموت الاثنان (هشام والسكري) من الفرحة، او ان ينطق القاضي برفض الطعن، فيموت الاثنان ايضا ربما من الرعب والحسرة قبل ان يسلما رقبتيهما لعشماوي. ولأهمية القضية وحساسيتها أتابعها بانتظام شديد عبر الصحف والفضائيات وهذه المتابعة وضعتني في حيرة شديدة، فإذا سمعت محامي هشام طلعت د.بهاء الدين ابوشقة وسمعت ايضا كلام ابنه عبر الفضائيات وهما يتكلمان بثقة متناهية لأيقنت ان موكلهما بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وإذا استرجعت احداث القضية بتفاصيلها المذهلة لأيقنت أيضا انه من المستحيل ان يفلت الاثنان من العقاب.
ليس حباً في السكري
وربما الحديث عن الاثنين غير دقيق الآن، قبل ذلك كان ممكنا، فقد طلب فريق الدفاع عن هشام ان ينضم إليه فريق الدفاع عن السكري ليس حبا في السكري، ولكن تعلقا بحيثية جديرة بالانتباه، فإذا تم تبرئة السكري سقطت بالتالي تهمة هشام، فإن كان الأول لم يقتل فكيف يتم اتهام الثاني بالتحريض على القتل. ربما تلك كانت الغلطة الكبيرة التي وقع فيها فريق الدفاع عن هشام حيث الأدلة قاطعة على ارتكاب محسن السكري للجريمة، وهذا ما تجنبه فريق الدفاع الجديد بقيادة د.بهاء الدين ابوشقة حيث انفصل تماما عن دفاع السكري غير عابئ بالمرة بإدانة السكري او براءته، المهم هو إنقاذ رقبة هشام من حبل المشنقة، وهذه الجزئية حين صرح بها ابوشقة في برنامج «القاهرة اليوم» على قناة الأوربت أثارت حفيظة محامي السكري مما جعله يقول ما معناه: اذا كان هدفكم تبرئة هشام فقط فسأقلب الطاولة على رؤوس الجميع و«عليّ وعلى أعدائي»!
وذلك كله يعطيك انطباعا بأن الأمر كله لعبة و«شطارة» محامين، إلا ان د.محمد ابوشقة نجل بهاء الدين ابوشقة قال في برنامج «حق الرد» على قناة الحياة الفضائية انه واثق تماما ـ اذا ما تم قبول النقض ـ ان يبرئ هشام طلعت مصطفى، مؤكدا ان موكله لا علاقة له من قريب او بعيد بهذه القضية، والدليل انه (اي هشام) حين سمع بزج اسمه فيها كان خارج البلاد وقتها وكان من الممكن ان يظل في الخارج او يلجأ الى بريطانيا ملجأ الهاربين، لكنه عاد طواعية الى القاهرة ليضع نفسه أمام القضاء واثقا تماما من البراءة.
والد القتيلة لن يحضر
وفي السياق نفسه، أكد محمد حسن المحامي عن عبدالستار تميم والد المطربة سوزان تميم ان موكله يتوقع قبول الطعن المقدم على حكم الإعدام الصادر بحق هشام طلعت، وذلك لوجود العشرات من مذكرات الطعن المقدمة لمحكمة النقض والتي تضمنت تفنيد الأخطاء القانونية بحيثيات الحكم، وذكرت أسبابا قوية لنقضه.
وأوضح حسن، أن والد سوزان تميم سيغيب عن أولى جلسات نظر الطعن بمحكمة النقض، وذلك لخوفه من أي اعتداء، فضلا عن عدم وجود صفة قانونية لحضوره بالمحكمة فهو مدع بالحق المدني.
وأشارت مصادر قريبة من عائلة هشام طلعت مصطفى أنه يبدي اقتناعه وسعادته بمذكرات الطعن المقدمة من هيئة الدفاع، وأكد مصدر أن سحر طلعت ـ الشقيقة الصغرى لهشام طلعت ـ تجري اتصالات مكثفة بجميع أعضاء هيئة الدفاع للاطمئنان على الوضع القانوني لهشام ومذكرات الطعن التي قدمها جميع المحامين ونسبة قبول الطعن على حكم الإعدام في أولى الجلسات.
فيما قال بهاء أبوشقة، إنه من المتوقع أن يتم إصدار القرار بنقض حكم الإعدام في أول جلسة، مشيرا إلى أن جميع أعضاء هيئة الدفاع قدمت مذكرات طعن تتضمن أسبابا قوية لطعن الحكم. وبدأ المكتب الفني لمحكمة النقض استخراج التصاريح الإعلامية للصحف القومية والمستقلة وعشرات القنوات الفضائية لتغطية أولى جلسات طعن هشام طلعت مصطفى على حكم الإعدام. من جهة اخرى قال المحامى شوكت عزالدين، عضو هيئة الدفاع عن محسن السكري، الضابط السابق بأمن الدولة والمحكوم عليه بالإعدام بتهمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم إنه سيفجر العديد من المفاجآت في المحكمة. وأوضح عزالدين لـ «اليوم السابع» أنه سافر إلى مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وعاين مسرح الجريمة ببرج الرماية، واطلع على تحريات شرطة دبي وحصل على أدلة براءة جديدة من دبي، مشيرا إلى أن محكمة الجنايات عاقبت السكري دون الالتفات إلى الأدلة التي حجبتها أجهزة التحقيق بدبي، والتي لم تتمكن هيئة الدفاع من الحصول عليها.