تعتبر السيدة مريم درويش أول إماراتية تعمل في مجال تصليح السيارات، متحدية بذلك العادات والتقاليد، وغير نجاحها في إصلاح أول سيارة الموازين مما جعل زملاءها الرجال في الورشة يوكلون لها بالمهام الصعبة. وتعلمت مريم مهنتها من خلال التحاقها بدورة تدريبية لمدة 6 شهور، مدركة منذ البداية أنها ستواجه العديد من الانتقادات.وقالت إن أحد المواطنين طلب منها أن تعمل في عمل مكتبي بدلا من أن ترهق نفسها في الورشة، فأجابته قائلة إذا كان هناك أي عطل في سيارتك فمن حقك أن تشتكي وليس لك شيء آخر. وذكرت مريم أن البداية كان صعبة بالنسبة لها، ولكن الإصرار والرغبة في إثبات الوجود جعلاها تستمر في هذا الطريق الصعب، معتبرة أن المرأة قادرة على أن تكون عنصرا فاعلا في جميع مجالات الحياة.
وأوضحت أنه كان معها نحو عشرة مواطنين ومواطنات عندما التحقت بالدورة التدريبية، وحينما تكشفت طبيعة الوظيفة التي تنتظرهم رفضها الجميع إلا مريم التي أرادت لنفسها أن تخوض هذا المجال. وشددت على أنها قادرة على معرفة الخلل في السيارة من خلال شرح صاحبها للمشاكل التي تعانيها مركبته مما جعلها تكسب ثقة الزبائن، وصاروا يطلبونها بالاسم لإصلاح سياراتهم.
وتحلم مريم بأن تكون لها ورشتها الخاصة دون أن تكتفي بالإشراف عليها، حيث انها تصر على أن تبقى تمارس العمل بيديها، وتتمنى أن تكون مطلعة دائما على آخر التطورات في مجال ميكانيك السيارات وإصلاحها. وتستعد السيدة مريم البالغة من العمر 30 عاما لتقديم امتحانات الثانوية العامة هذا العام، وحينما تتخرج تنوي بكل تأكيد مواصلة تعليمها الجامعي، دون الابتعاد عن مجال عملها الذي تعشقه.