الخباز: السجائر أو البخور أو سلك كهرباء الخيمة القديم باعتراف الكهربائي كلها قد تكون السبب وراء الحريق
مؤمن المصري
قام دفاع المتهمة في قضية حريق خيمة العرس بمنطقة العيون بمطالبة محكمة الجنايات أمس بتبرئة المتهمة من جميع التهم المسندة إليها بعد جلسة مطولة استمعت فيها المحكمة برئاسة المستشار عادل الصقر وعضوية المستشارين أحمد أبو العمايم وخالد عبدالهادي وأمانة سر هشام سماحة إلى مرافعة المحاميين زيد الخباز وسقاف السقاف، وقد حجزت المحكمة الدعوى لجلسة 31 مارس المقبل للحكم.
وقد أحضرت المتهمة من السجن المركزي في حــراسة أمنية مشــددة بقيادة الرقيــب أول مساعد العتيبي والمفتشات غالية فرج وإيمان عبدالجادر ومنيرة علي، كما تمت حراسة قاعة الجنايات بالطابق الرابع بقصر العدل بعدد من رجال أمن قصر العدل بقيادة الرقيب عبــــدالله الشمري حيث كانت القاعة تكتظ بالمتابعين للقضية من جميع أطياف المجتمع.
وبدأ المحامي الخباز مرافعته مقدما تعازيه لأهالي ضحايا الحريق ومواساة أهالي الضحايا والمصابين، معتبرا الحريق فاجعة مؤلمة وكارثة بكل المعاني، إلا أنه أكد أن موكلته ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بإضرام النار في خيمة العرس.
وقال الخباز: ان القاعدة القانونية التي تقول ان المتهم برئ حتى تثبت إدانته لم تشفع لموكلته بل ان الرأي العام بكل أطيافه حكم عليها بالإعدام حتى قبل أن يتسمع إليها أحد، وأضاف مؤكدا أن هذه القضية لم تكن لتوجد لولا ما سطره ضابط الواقعة في تقريره الذي أدان هذه المتهمة البريئة بدون دليل.
وأكد الخباز أن موكلته لا علاقة لها بإشعال النار في الخيمة ولم تقم بإعداد المادة البترولية التي قيل إنها استخدمت في إشعال النار. وتساءل الخباز: لو أن موكلته كانت هي الفاعلة أليس من البديهي أن تنتظر حتى تأتي العروس أو العريس إلى المكان لكي يكون الحريق مؤثرا بالفعل بالنسبة لها؟
ان الشاهدة الرئيسية التي أتت بها النيابة العامة كشاهدة إثبات لم تستطع التعرف على القنينة التي قيل انها كانت تحتوي على البنزين الذي سكب على الخيمة، رغم أنها تعرفت عليها بسهولة أمام النيابة العامة ومن خلال الصور وليس على الواقع. كما أن الأوراق لم تثبت أن للمتهمة أي بصمات على القنينة المضبوطة.
وأضاف الخباز أن جميع الشهود من المصابات في الحريق أجمعن على أنهن لم يشممن رائحة بنزين قبل أو أثناء الحريق، مؤكدا أن شهادة الشهود كلها جاءت أدلة براءة لموكلته وليست أدلة إدانة بما فيها شهادة الزوج الذي قال: إن نصرة لا يمكن أن تفعل مثل هذه الفعلة.
وقرر الخباز أن تحريات ضابط الواقعة لم تصل إلى سائق التاكسي الذي ادعى أنه قام بملء القنينة بالبنزين للمتهمة من محطة تعبئة الوقود، وأضاف أن شقيقة زوج المتهمة أقرت بأنها شاهدت الحريق عند بدايته من الناحية الغربية للخيمة إلا أنها لم تر المتهمة.
وتساءل المحامي الخباز: هل من المعقول أن يكون هناك عرس بدون بخور أو سجائر؟ ان بعض فتيات الكويت يدخن السجائر كما لو كنّ رجالا، فلماذا لا تكون النار قد اشتعلت بسبب عقب سيجارة أو أثناء إشعال بخور؟
ودفع الخباز بانتفاء القصد الجنائي العام والخاص بالنسبة لجريمة القتل العمد مع سبق الإصرار كما دفع بانتفاء الركن المادي لجريمة الحريق العمد.
ودفع بالقصور في التحريات كما دفع بتلفيق وكيدية الاتهام، وطالب ببراءة المتهمة من جميع التهم المسندة إليها.
ثم ترافع المحامي سقاف السقاف دافعا ببطلان اعتراف المتهمة أمام المباحث وأمام النيابة العامة حيث كان الاعتراف وليد إكراه، وقرر أن الأوراق تكتظ بالأدلة الدامغة على أن المتهمة قد أكرهت على الاعتراف بجريمة لم ترتكبها.
وقرر السقاف أن تقرير المباحث جاء به أن المتهمة طلبت من سائق التاكسي الذي أوصلها من الفروانية إلى الجهراء أن يقوم بتعبئة قنينة ماء بالبنزين وتساءل السقاف: كيف أمكن تعبئة القنينة ذات الفوهة الصغيرة من ماكينة ضخ البنزين التي يكون قطرها عادة أكبر من قطر فتحة القنينة؟
وتعجب السقاف من تصرف ضابط مسرح الجريمة الذي تم استدعاؤه إلى موقع الحريق في تلك الليلة والذي تعلل بالظلام وقال: سآتي صباح الغد لمعاينة المكان في مثل هذه القضية التي هزت الرأي العام والتي راح ضحيتها 57 ضحية.
ثم تطرق المحامي السقاف إلى تعاطي ضابط الواقعة والمباحث مع هذه القضية منذ بدايتها متسائلا هل من حق المباحث أن تحتجز أشقاء المتهمة لعدة أيام للضغط عليها حتى تعترف بجريمة لم ترتكبها؟
وأضاف: ان المتهمة بمجرد أن تحررت من قيودها بالمباحث وبمجرد شعورها بالأمان أنكرت كل ما اعترفت به معللة تلك الاعترافات بأنها كانت وليدة إكراه معنوي.
ودفع المحامي السقاف بالقصور في تحقيقات النيابة العامة التي اكتفت باستجواب الأشخاص الذين استجوبهم ضابط الواقعة في حين أن محقق مخفر الرحاب ـ وهو رجل أمين يشهد له بالنزاهة ـ عندما بدأ في التحقيق في الواقعة وشاهد صور الحريق قام باستدعاء الفني الذي قام بتوصيل الكهرباء للخيمة وسأله: من أين جئت بالكهرباء التي أوصلتها بالخيمة؟
فقال: من سلك قديم كان ملقى على الأرض، ثم أجرى معه تحقيقا مفصلا عن هذه الجزئية التي كان يجب أن تلتفت إليها النيابة العامة في تحقيقاتها، وأضاف: لقد أغفلت النيابة العامة أمورا كثيرة كان من الممكن أن تكون هي السبب في اندلاع الحريق.
وتمسك السقاف بطلبـــــاته الواردة في مذكرته التي قدمها للمحــكمة.