وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس العاصفة كزينتيا التي ضربت غرب فرنسا في نهاية الاسبوع بأنها «كارثة وطنية مروعة»، مشيرا الى ان حصيلتها التي بلغت 50 قتيلا وتسعة مفقودين.
واوقعت العاصفة المصحوبة برياح عاتية وامواج عالية، والتي اجتاحت جزءا من اوروبا، 58 قتيلا في الاجمال على الاقل في اوروبا، منهم خمسة او ستة في المانيا، كما تفيد المصادر، وثلاثة في اسبانيا وواحد في البرتغال وآخر في بلجيكا.
وضربت العاصفة فرنسا برياح بلغت سرعتها 150 كلم في الساعة، وهي قوة موازية لقوة العاصفة التي حصلت في 1999 واجتاحت البلاد واوقعت 92 قتيلا.
وفيما واصلت العاصفة التي تراجعت حدتها، طريقها الاثنين الى سكندينافيا، سجلت فرنسا حجم الكارثة التي دمرت طرقات ومباني في حين غمرت فيضانات احياء بكاملها حيث استؤنفت عمليات البحث.
وقال الرئيس ساركوزي الذي توجه امس الى لايغيون سور مير احدى القرى الاكثر تضررا، ان هذه العاصفة هي «كارثة وطنية ومأساة انسانية بلغت حصيلتها مستويات مروعة».
وكانت العاصفة كزينتيا اجتاحت بنوع خاص منطقتي شارانت-ماريتيم وفنديه اللتين بلغت حصيلة القتلى فيهما 33 قتيلا.
واعلن ساركوزي صرف ثلاثة ملايين يورو فورا «لتأمين نفقات الضحايا»، وقال انه سيعلن حالة الكارثة الطبيعية التي تتيح لشركات التأمين التعويض بطريقة اسرع على المتضررين.
ورفض الرئيس الفرنسي الدخول في اي جدال بسبب المنازل المبنية في اماكن قريبة جدا من البحر والتي تعرضت لامواج عالية مفاجئة،، لكنه طلب من الحكومة اعداد «خطة لاقامة سدود» لتعزيز حماية الناس.
ودعت سكرتيرة الدولة للشؤون البيئية شانتال جوانو الى «تشديد قواعد» البناء في المناطق المعرضة للفيضانات وخلف السدود، معربة عن الاسف لبناء 100 الف مسكن منذ العاصفة الاخيرة في 1999 في مناطق معرضة للفيضانات في فرنسا.
وارتفعت اصوات عدة منددة برخص البناء الممنوحة في المناطق الساحلية، وقال رئيس دائرة فنديه فيليب دو فيلييه: «يجب ان نتحلى بالعقلانية ونبني على مسافات ابعد» من البحر.
ونقل اكثر من 500 شخص الى مراكز الاستقبال في المنطقة في حين اقام اخرون لدى اقارب لهم، ونقل نحو ثلاثين جريحا الى المستشفيات. وفي بلدة شارانت ماريتيم المجاورة التي ضربتها فيضانات نتيجة انهيار السدود، قضى عدد من الاشخاص غرقا لان المياه فاجأت السكان اثناء نومهم.
وقال جورج فان باريس (72 عاما) «كنت ارتدي السروال القصير وزوجتي ترتدي قميص النوم، ولا نحمل اوراقنا الثبوتية ولا مالا»، وفي الساعة الثالثة صباحا، تمكن من رفع زوجته المعوقة الى سطح سيارته منتظرا رجال الاسعاف.
وحتى منتصف امس، كان 220 ألف منزل لايزال بلا كهرباء في فرنسا، كما ذكرت الشركة الفرنسية لتوزيع الكهرباء المتفرعة عن شركة كهرباء فرنسا.
وطالبت النقابة الزراعية الفرنسية الرئيسية صباح امس بتدابير عاجلة لمساعدة المزارعين ومربي المحار لانها قدرت ان «الخسائر ستكون فادحة».
ووعد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو الاثنين بتقديم «دعم الى البلدان الاكثر تضررا» بالعاصفة، موافقا في هذا الاطار على طلب قدمته باريس.