تغطية: عدنان الراشد
محمد الحسيني
تصوير: متين غوزال
طوال الفترة الماضية أولت «الأنباء» اهتماما كبيرا بحركة البحرية الاميركية في المنطقة، خاصة في الاشهر الأخيرة، حـيث شهد الخليج العربي دخــول 9 قطع ضخمة معا في تحرك نادر وفي وضح النهار في 23 مايو المنصرم.
القطــــع الـ 9 مقسمـــــــة الى 3 مجموعات: مجموعة بقيادة الحاملة نيميتز العاملة على الطاقة النووية (التي حلت مكان شقيقتها أيزنهاور في ابريل الماضي) ومعها مدمرة وسفينة حربية، ومجموعة الحاملة ستينيس المماثلة، ومجموعة «بونوم ريتشارد» وهـــــي سفينــــة إنزال بخارية من الأضخــم والأهم في العالم ترافقها سفينتا إنزال هما «دنڤر» و«راش مور».
وبعد ان زرنا كلا من نيميتز وأيزنهاور خلال الشهرين الماضيين والتقينا كبار قادتهما وقدمنا عنهما تقريرين مفصلين كانا محط تقدير القيمين على البحرية قررنا متابعة الجولة وقصدنا كلا من «بونوم ريتشارد» و«ستينيس» لتستكمل الصورة والمعطيات.
وفي الوقت الذي صورت فيه كبريات وكالات الأنباء العالمية تحرك 23 مايو الضخم على انه رسالة من مضيق هرمز الى ايران على وقع تصاعد الملف النووي الايراني، تحفظ المسؤولون العسكريون على السفن الحربية على تأطير المشهد في هذه الصورة مؤكدين انه لا مكان لكلمة «تهديد» حاليا في عملهم الهادف حصرا لدعم قوات التحالف في مهماتها بأفغانستان والعراق وحفظ الاستقرار وأمن الممرات المائية في المنطقة الاستراتيجية والحيوية بالنسبة للمصالح الاميركية.
و«التهديد الصريح» الذي وجهه نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني لطهران خلال تواجده على متن ستينيس الشهر الماضي كان «رسالة سياسية» لم تعنِ ــــ بحسب ما لمسناه بالواقع ــــ إعلان حرب لاتزال فرص تفاديها متاحة ديبلوماسيا، فالعسكر لم يتلقوا حتى اللحظة الأوامر بخوض حرب جديدة.
وأعلن قائدا مجموعتي «ستينيس» و«بونوم ريتشارد» لـ «الأنباء» في لقاءين خاصين ان المناورات على ضخامتها انطلقت من سيناريو افتراضي بوقوع زلزال او كارثة طبيعية على غرار إعصار غونو الذي تزامن وقوعه مع زيارتنا للخليج على احدى البقع وكان على المجموعات الثلاث إظهار القدرة الفاعلة على التعامل معها وإثبات أعلى درجة من التنسيق بين مقاتلاتهم وآلياتهم وهو ما تم بنجاح مشهود.
وشكلت الجولة الرابعة لـ «الأنباء» في اقل من عام على القطع التابعة للاسطول الخامس مناسبة لنكتشف تفاصيل العمل والحياة على متن الحاملة ستينيس وسفينة الإنزال «بونوم ريتشارد» المتخصصة في نقل مشاة البحرية الى مواقع عملياتهم عبر زوارق «الهوڤر كرافت» البرمائية الضخمة البالغة كلفة كل منها 23 مليون دولار والتي صنعت قبل نحو عقدين لتنفيذ مهمات فريدة ومثيرة بينها نقل نحو 2000 مارينز من البحر الى البر سنستعرضها بالتفاصيل والصور التوضيحية.
وعلمنا انه كان قـــد سبــق لـ «بونوم ريتشارد» أن اجرت تدريبات مشتركة مع بحريات خليجية بينها البحرية الكويتية على مهمات إنقاذ وتدخل بمواجهة الكوارث الإنسانية.
على مدى يومين سنستعرض تفاصيل تقريرنا بوجهيه «العسكري» و«الإنساني» من قلب الحدث وبضيافة أعظم بحرية في العالم.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )