في أقل من أسبوع، تداعى نظام الزعيم الليبي معمر القذافي الذي استمر طوال أربعة عقود، وسقطت المدن الليبية الواحدة تلو الأخرى بأيدي ثوار «17 فبراير»، كما استقالت معظم البعثات الديبلوماسية الليبية في العالم. وتوالت وحدات الجيش في إلقاء السلاح والانضمام إلى الشعب. وشهدت العاصمة طرابلس مسيرات مليونية تخللها قصف جوي ومدفعي من قوات القذافي الخاصة تسبب في مجازر أغرقت ليبيا في الدم وأوقعت مئات القتلى والجرحى، وحدثت اشتباكات عنيفة. ولم يبق إلا معرفة مصير رأس النظام الليبي وسط أنباء متضاربة عن مغادرة القذافي الى فنزويلا ففيما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مغادرته أفادت وزارتا الخارجية الليبية والفنزويلية بعدم صحة ذلك. بموازاة ذلك، أكد مسؤولون حكوميون مالطيون أن طيارين من القوات الجوية الليبية هربا بطائرتيهما المقاتلتين الى مالطا رافضين الاستجابة لأوامر صدرت لهما بقصف المحتجين في طرابلس وطلبا اللجوء السياسي لمالطا.
القرضاوي: الرئيس الليبي «كالأنعام بل أضل سبيلا»
وصف العلامة الشيخ د.يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الرئيس الليبي معمر القذافي «كالأنعام بل أضل سبيلا» مضيفا انه لا يسمع ولا يرى أن شعبه لفظه تماما، بل قام بالاستعانة بميليشيات من افريقيا لسحل شعبه.
وطالب د.القرضاوي القذافي من خلال كلمة له على قناة «الجزيرة»، بالرحيل أو يبقى ليحاكمه الشعب على طريقة صاحبيه زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، مطالبا الشعب بأن يصبروا ويرابطوا فالنصر قريب.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: «ان الشعب الليبي قال كلمته وأسمع الدنيا كلها، أنه يريد اسقاط النظام المستبد، المتغطرس الذي يمتلك مقاليد البلاد من البرلمان، والدستور، وقوات الجيش، حتى يمهد لتوريث الحكم».
وأضاف: «القذافي وأعوانه من المستبدين، لا يتعظون من جاريهما مبارك وبن علي، لأنهم لا يرون سوى أنفسهم». وأشار إلى أن الشعب الليبي قادر على التغيير، حيث فاق عدد الشهداء المئات خلال أربعة أيام، رغم أن هذا الرقم لم يحدث طوال 18 يوما بمصر».