تصويب المسار
تضمن كتاب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك حول الأسباب التي دفعت الحكومة الى تقديم استقالتها سيلا من المفردات الصارخة في دلالاتها والتي تعكس الدرك الذي بلغته الأوضاع بين السلطتين:
تجاذب، تأزيم، انحراف، مساس، صخب، شحن، صدود، صدام، تعثّر، احباط، استياء وتقويض..!
بكل تأكيد جميعنا نأسف لما آلت اليه الامور في بلدنا، اذ كان من المفترض في ظل المرحلة المأزومة التي نمر بها على المستوى الاقليمي ان نكون أكثر وعيا واكثر تضامنا بوجه التحديات المحدقة. ولكن عوضا عن ان تتفرغ السلطتان التشريعية والتنفيذية للتعاون والجلوس على طاولة مشتركة لمناقشة التحديات الجسام، شهدنا مواجهة ضروسا بينهما وخلافات حول كل ملف وكل قضية تقريبا من التجنيس الى الدواوين والكوادر والزيادات وغيرها، ومع ان بعض جلسات المجلس التي شهدت اقرار قوانين حيوية مثلت فترات هدنة مرحلية بين السلطتين الا انها للأسف لم تشكل نهجا ثابتا كنا نتمنى لو يسود.
المتابع لما يجري على الساحة يجد في اقدام الحكومة على الاستقالة قرارا منطقيا ومحسوبا وفرصة للتأمل ومراجعة الحسابات والسياسات، لكننا لا نشاطر البعض تشاؤمهم من الأوضاع لأن القرار في النهاية بأيد أمينة، فكلنا ثقة بحكمة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد واخيه سمو نائب الامير الشيخ نواف الأحمد في معالجة الأمور واتخاذ القرار الأمثل الذي يراعي مصلحة الكويت ويكون المدخل للحل المنشود الذي يعيد الاستقرار ويصوب مسار العلاقة بين السلطتين.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )