الدور الإيجابي
جاء توافق وزراء الخارجية العرب أمس على ضرورة تفعيل المبادرة العربية للسلام وإعادة طرحها على مستوى القادة كمؤشر على امكانية عودة التوافق العربي حول الملف الأهم على جدول الأعمال بعدما كثر الكلام في وسائل الإعلام عن مساع لنسف هذه المبادرة التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت 2002 وعطلها الجانب الإسرائيلي.
مشاركة الكويت في القمة العربية على أعلى مستوى ممثلة بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي يغادر اليوم الى دمشق على رأس وفد رفيع، تأتي لتؤكد مجددا ان الكويت لا تدخر جهدا أو مسعى في خدمة القضايا العربية والعمل على تعزيز الوحدة العربية.
في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وما تشهده الساحة العربية من تباعد وجفاء، تبرز مجددا ضرورة العمل على إعادة المياه الى مجاريها بين الدول الشقيقة لأن التعاون والنقاش والحوار واللقاء أسس ضرورية لحل المشاكل القائمة في عالمنا العربي والتي تزداد يوما بعد يوم ويضاف إليها حاليا ازدياد التوتر والتدهور في جنوب ووسط العراق مع ما يهدد به ذلك من انعكاسات وترددات على دول الجوار كلها.
العالم العربي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى الى رأب التصدعات وردم الهوات بين فرقائه لأن في ذلك ضرورة لمواجهة التدهور المستمر في فلسطين ولبنان والعراق والسودان والصومال، ومن ثم فهناك حاجة لصياغة رؤى جديدة للسياسات العربية في ظل التطورات المتواصلة على الساحة الدولية على أسس عقلانية ومنطقية تراعي الواقع الدولي ومستجداته وتوازناته وتحدياته وأبرزها العمل للسلام ومكافحة الإرهاب وحوار الحضارات والشعوب والتقريب بين المذاهب والأديان.
الكويت ومن خلال مشاركتها على هذا المستوى في قمة دمشق تكون قد اختارت ان تلعب دورا ناشطا وإيجابيا وليس محايدا أو سلبيا في معالجة الاوضاع القائمة بين إخوة البيت الواحد المتباعدين اليوم، وهذا ليس بغريب على السياسة الحكيمة لعميد الديبلوماسية العالمية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، حيث يحفل تاريخ سموه بمواقفه المشهودة في هذا المجال.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )