سراييڤو
عدنان الراشد
محمد الحسيني
بلد غني بالجمال بكل صوره ومعانيه: طبيعة خلابة، شعب طيب، خيرات كثيرة، وسلام طال انتظاره، ولكن يبدو أنه أتى أخيرا.. إنها البوسنة والهرسك التي قررت ان تنسى آلام الماضي وتبحث عن مستقبل أفضل عناوينه الازدهار والرفاهية والسعادة.
وأنت في طريقك إلى البوسنة وقبل ان تحط في مطار عاصمتها سراييڤو تشاهد من الفضاء كمية الجمال التي وهبها الله لهذه الأرض: غابات تمتد وسع المدى لا تخترقها إلا جبال تغطي قممها الثلوج البيضاء وأنهار عذبة تشق بطن الأرض وتمضي لتبث الحياة في كل مكان، ومع اقترابك من المطار يدهشك المشهد البديع للبيوت المغطاة بسقوف القرميد الأحمر والمحاطة بالخضرة، وإذا حالفك الحظ وسطعت شمس الربيع يمكنك ان تشاهد خيال الطائرة يسير معها متنقلا من سهل الى آخر حتى يلتصقا معا على أرض المدرج، الصورة أقرب ما تكون لتلك الرسوم الجميلة التي كنا نشاهدها ونحن صغار في قصص الأطفال عن سير الملوك والأمراء وممالكهم الخيالية والمثالية.
أجواء الفرحة الغامرة بهذه البداية ترافقك في كل محطة لك في سراييڤو، ففي المدينة التي نفضت غبار الحرب نهائيا عبق الماضي وابداع الحاضر وآمال المستقبل، الماضي تجسده المباني التي تعود الى حقبات مختلفة أهمها حكم العثمانيين الذين ازدهرت المدينة على أيامهم وحكم المملكة النمساوية - المجرية وعهد يوغسلاڤيا التي كانت البوسنة والهرسك جزءا مهما من مكوناتها.
لكل مبنى في شوارع سراييڤو الرئيسية قصة ما تعود الى عهد ما، خاصة في الوسط، حيث تنتشر المساجد رائعة التصميم والكاتدرائيات الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية والمعابد اليهودية حيث حرية العبادة متاحة للجميع.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )