44% هي نسبة التغيير التي نتجت عن نظام الـ 5 دوائر في أول تجربة له أمس، وهي نسبة لا تختلف عما كانت تفرزه الدوائر الـ 25، واللافت ايضا ان الجزء الأهم من هذه النسبة لا يعود الى تغير توزيعة الدوائر، بل إما الى الانسحابات التي حصلت من قبل أعضاء قرروا عدم خوض الانتخابات، واما الى التغير الحاصل عن التغيرات التي شهدتها تشاوريات القبائل. يضاف الى ذلك تراجع نسبة الإقبال في أوساط الناخبين من 66% في 2006 الى نحو 60% في 2008، وهو تراجع ذو مدلولات عميقة.
وكان بارزا عدم قدرة النظام الجديد، كما أريد منه، على الحد من الطائفية أو القبلية، حيث بقيت على ما هي عليه ان لم تتعزز على أقل تقدير.
هذا ولم تحقق انتخابات الأمس التطلعات بوصول امرأة لأول مرة الى البرلمان رغم الاداء القوي لكل من المرشحتين أسيل العوضي ود.رولا دشتي في الدائرة الـ 3، وشهدت تعزز حضور الإسلاميين الذين حصدوا نحو 20 مقعدا رغم تراجع حصة «حدس» من 6 الى 3 مقاعد.
وحقق الشيعة 5 مقاعد في الأولى عبر صالح عاشور وعدنان عبدالصمد ود.حسن جوهر وأحمد لاري والسيد حسين القلاف، وكان عدنان المطوع قريبا من تحقيق مقعد سادس في الثانية.
ومن المفاجآت التي كشفت عنها النتائج التراجع في الرصيد الشعبي للقطب البرلماني المخضرم أحمد السعدون الذي حل في المركز التاسع في الدائرة الـ 3.
ورأى مراقبون ان هذه النتيجة إضافة الى فقدان النائب السابق محمد الخليفة لمقعده في الجهراء ربما يكون لها تأثير سلبي على «التكتل الشعبي» رغم الانتصار المدوي الذي حققه النائب مسلم البراك بتصدره الفائزين بالدائرة الـ 4 وكذلك الرقم الممتاز الذي حققه عضو التكتل النائب مرزوق الحبيني في الدائرة الـ 5، لكن تبقى هذه النتيجة رهنا باحتمال انضمام أعضاء جدد لهذا التكتل، خاصة أن عضو التكتل د.حسن جوهر خاض الانتخابات ضمن قائمة الائتلاف وليس باسم التكتل.
الى ذلك، لم تأت النتيجة الكبيرة التي حققها جاسم الخرافي في الدائرة الـ 2 واجــتيازه لــحاجز الـ 11 ألف صوت كمفاجأة، بل جاءت في إطار التوقعات بعودته القوية الى رئاسة المجلس.
كما لا يمكن عدم التوقف مليا عند الرقم الكبير الذي حققه النائب مرزوق الغانم الذي حل ثانيا في الدائرة الـ 2 بثقة جارفة من مختلف مناطق الدائرة، والذي يحمل في طياته حجم التأثير أو الانطباع الذي تركه هذا النائب في نفوس الناخبين، وتأتي هذه النتيجة كتعزيز لحضوره القوي على الساحة السياسية. .
هذا وحققت قبيلة مطير نتيجة تاريخية لها بحصولها على 5 مقاعد في الدائرة الـ 4 التي احتكرتها مع قبيلة الرشايدة، بينما حصدت قبيلة العوازم 6 مقاعد (2 في الأولى و4 في الخامسة) مقابل 7 في 2006.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )