لم يكن مساء أمس الأول في سراييڤو وعموم مدن البوسنة والهرسك عاديا، إذ كان الإعلان عن القبض على رئيس ما يسمى بـ «جمهورية الصرب» رادوڤان كرادجيتش مناسبة لاحــتفال وابتـــهاج ذوي ضــحاياه الـ 200 ألف مسلم الذين هندس إبادتهم بين عامي 1991 و1995، والمسؤول المباشر عن مجزرة سربرينتشا التي راح ضحيتها 8000 مسلم بينهم عائلات أبيدت بالكامل.
وجمهورية الصرب مقاطعة ضمن أراضي البوسنة والهرسك التي تضم اليوم غالبية صربية بعد قتل وطرد المسلمين منها خلال الحرب التي كان الصرب موالين فيها لنظام الديكتاتور سلوبودان ميلوسيڤيتش ويرفضون الاستقلال عن صربيا.
وأتى القبض على كرادجيتش، قبيل اجتماع تعقده صربيا مع الاتحاد الأوروبي الذي يشترط لانضمامها إليه تسليم مجرمي الحرب وأهمهم كرادجيتش والقائد العسكري للقوات الصربية راتكو ميلاديتش.
وفي تفاصيل عملية التوقيف، أعلن مسؤولون صربيون ان كرادجيتش كان يعيش متخفيا بعد تغيير مظهره وهويته، حيث استخدم هوية مزيفة باسم دراغان دابيتش، وكان يسكن مؤخرا في العاصمة بلغراد، ويتحرك بدهاء، حيث لجأ الى ممارسة مهنة «الطب البديل» في عيادة خاصة في «نوڤي غراد» وهو حي حديث في العاصمة الصربية.
وأضاف المسؤولون أنه كان يتنقل بحرية وأنه خدع أرباب العمل الذين تعامل معهم ومالكي الشقق التي استأجرها، وساعده في التخفي أنه أرخى لحيته البيضاء الطويلة واسدل شعره على كتفيه في مشهد ذكّر المتابعين بمجرم آخر من نفس الطراز هو طاغية العراق المقبور صدام حسين.
ومن المتوقع ان يعرض كرادجيتش على المحكمة الدولية الخاصة بجرائم يوغوسلافيا السابقة التي كانت تحاكم ميلوسيڤيتش قبل وفاته.
وكان البوسنيون يتهمون بلغراد بمساعدة كرادجيتش على التخفي في السنوات الماضية وكان بحماية الحزب الحاكم بقيادة ڤويسلاڤ كوستونيتشا الــذي هُزم أمام الليبراليين المقربين من الرئيس الحالي لصربيا بوريس تاديتش مؤخرا والذين يطمحون إلى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )