بعث صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ببرقية تهنئة الى الرئيس هو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة أعرب فيها سموه عن خالص تهانيه بمناسبة اختتام الدورة الـ 29 للألعاب الأولمبية «دورة ألعاب بكين 2008» ونجاح هذه الدورة، مشيدا بالاستعدادات والامكانيات العالية التي وفرها البلد الصديق وبما تميزت به هذه الدورة من حسن اعداد وتنظيم كان مثار اعجاب وتقدير الجميع، منوها سموه بالأهداف السامية لهذه الدورة في تحقيق المودة والسلام بين دول وشعوب العالم.
وعلى غرار حفل الافتتاح الرائع، أبدعت الصين في تقديم لوحات فنية تاريخية مبهرة أسدلت بها الستار على دورة الألعاب الأولمبية في بكين أمس على ستاد «عش الطائر».
ومن ابرز اللوحات التي جذبت الأنظار برج الذكريات الذي ارتفع مع انطلاق العرض للفصل الثاني وفوقه فنانون يقدمون عروضا فنية، ويتسلقون عزلا سراعا البرج من الأسفل الى القمة في غضون بضع ثوان، ثم ينحدرون بسرعة أيضا.
وبعد نجاح منطقع النظير للألعاب تنظيميا وفنيا، لم يتردد رئيس اللجنة الأولمبية البلجيكي جاك روغ في وصفها بـ «استثنائية حقا»، قبل ان يتسلم عمدة لندن بوريس جونسون من نظيره في بكين غوو جين لونغ عبر روغ العلم الأولمبي، حيث تستضيف لندن أولمبياد 2012.
ولم يقتصر نجاح الصين على التنظيم فقط، بل إنها تصدرت ترتيب الميداليات برصيد 51 ذهبية بفارق 15 ذهبية عن أميركا، فأزاحتها عن العرش الأولمبي الذي تربعت عليه في الاولمبيادات الثلاثة الأخيرة.
أسطورة أحفاد كونفوشيوس والجمال
هذه المرة.. لم يغب وجه «اپوللو» عن وجه التاريخ، أحياه أحفاد كونفوشيوس وقدموه للعالم في لوحة لن نقول إنها جميلة خشية ان نفشل في وصف جمالها ونكتفي بالقول إنه الحفل الختامي لأولمبياد بكين.
إنهم الصينيون.. فاجأوا العالم بمساحات الإبداع، وأرغمونا على ان نلج فضاءات لم نكن نعرفها في عقولنا، فعرفونا بأنفسنا كي نعرف أين وكيف يكون الجمال في الإنسان.
تمدد الإبداع في عقولنا.. نفض غبار الأزمنة المظلمة التي لم يسمح لها بأن تحتفل في لحظة صفاء فأوقد الصينيون نار الحب في أجسادنا..
يا لها من لحظة لا تشبهها أي لحظة.. كيف يمكن ان يجتمع بيكاسو ودافنشي ودالي في «عش الطائر» ليقدموا لوحة وبريشة واحدة الى البشرية؟ هل ثمة كرم أكثر من ذلك؟!
204 أعلام رفعت في «عش الطائر»، كان منظرا مهيبا.. الكل كان فرحا بعلم بلاده يرفرف فوق سواعد ابنائه.. ولم نر علمنا يحتضن الذهب مثل أعلام الشعوب والأمم التي تفخر بأبطالها الرياضيين.
ثمة شيء واحد كان يشاركنا فيه الصينيون وهم يقدمون حفل اختتام أولمبياد بكين.
قدموا لوحة راقصة.. ونحن قدمنا لوحة ناغصة!
وحين اطفئت الشعلة في نهاية الحفل كان ذلك إيذانا بالعودة الى واقعنا المظلم!
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )