أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ان «عالمنا يمر بظروف عصيبة تعاظمت فيها المشاكل وتنوعت وتعقدت فيها الحلول»، وأشار سموه خلال كلمته في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث موضوع الحوار بين الحضارات، إلى بروز ظواهر جديدة كالإرهاب والمخدرات والتمييز وتفشي روح العصبية والكراهية وتأجج مشاعر البغض بين معتنقي الأديان والثقافات والاتجاهات السياسية.
وشدد سموه على أهمية الحوار الجاد والصادق وتركيز الجهد على تأصيل القيم الدينية والأخلاقية الصافية والمبادئ العادلة المشتركة التي تنادي بها جميع الأديان، وتنطلق منها جميع الثقافات، وان تكون نقطة التقاء بيننا، تجمعنا على الخير وتوفر لنا أساسا وعاملا مشتركا من التعاون والسلام.
وقال سموه: «لعل البداية الضرورية للسلوك في هذا الطريق تأتي من خلال الحوار بين قادة الفكر من اتباع الأديان السماوية والمعتقدات الاخرى والذي اصبح الآن جزءا من المشهد السياسي»، متابعا سموه ان التحليل السليم لأسباب المآسي التي مرت بها البشرية لم يكن بأي حال من الأحوال بسبب المعتقدات الدينية او القيم الثقافية انما كان بسبب نهج التطرف والتعصب والتمييز الذي ابتلي به بعض اتباع الأديان السماوية والمعتقدات الاخرى.
وأضاف سموه ان الأديان السماوية في جوهرها ونهجها وتعاليمها تقدم الحلول للمشاكل التي تواجه البشرية وليست هي بأي حال من الأحوال سببا في تلك المشاكل وبالتالي فعلى رجال الدين والمثقفين من كل الديانات مسؤوليات في ابراز تلك الحقائق والمساعدة على تصحيح المفاهيم الخاطئة في أذهان المنتسبين لتلك العقائد.
كما ان على رجال الفكر والتعليم والتربية خلق وعي لدى الناشئة وصقلهم لاحترام المعتقدات السماوية وزرع روح الوسطية وقيم التسامح والتفاعل الإيجابي بين مختلف الأديان والعقائد.
وزاد سموه: ان ابلغ نتيجة لتجمعنا الخيّر هذا وفي هذه القاعة هي ان يصدر عنه تعهد عالمي لاحترام الأديان وعدم المساس او التعرض او التهكم على رموز تلك الأديان وردع مرتكبي تلك الأفعال والداعين لها.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )