الحكمة والمفترق الصعب
كم كنا نتمنى أن تكون الكويت نموذجاً للعالم في كيفية تجاوز الأزمة الاقتصادية العاصفة والحد من آثارها.
كم كنا نتمنى أن نرى عجلة التنمية تنطلق دون أن يعوقها عائق، وأن تغيب كل المشاهد الطائفية والعُصبوية عن مجتمعنا لأنها مشاهد مستوردة وطارئة على الكويت وأهلها.
كم كنا نتمنى لو التزمت السلطتان بنصائح وتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لهما مرارا وتكرارا في خطاباته السامية وفي أكثر من مناسبة حول ضرورة تعاونهما كواجب دستوري، وكذلك لو انهما تفادتا الأخطاء المتكررة وحافظتا على خطوط الرجعة.
ويا ليت الجميع التزموا بتنبيه صاحب السمو في النطق السامي الأخير في 22 أكتوبر الماضي عندما قال سموه: «اتقوا الله في وطنكم واحفظوا الأمانة كما ينبغي وانبذوا مشاعر التباغض والخصومة حتى لا تضيع المكاسب والمنجزات»، وتحذير سموه من المساس بالوحدة الوطنية تحت أي ذريعة وفي أي من مكامنها الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ودعوة سموه لجعل الانفتاح الاقتصادي وتنمية الإنسان الكويتي العنوان الرئيسي للمرحلة لأننا تأخرنا كثيرا عن ركب قطار التطور.
المرحلة التي تمر بها البلاد بالغة الحرج فقد وصلنا الى مفترق خيارات صعبة.
وبقدر ما نستشعر ونعي حجم الأزمة، نحن على ثقة بأن حكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ستكون خير بوصلة لسفينة البلاد لتسلك الاتجاه الصحيح وتعبر الأمواج والأنواء.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تعصف بالكويت ظروف عصيبة وأزمات شديدة، لكن المهم أن نخرج منها أقوى وأكثر وعيا وتضامنا ونحفظ أمانة بلدنا وثوابتنا، فالكويت تستحق منا ما هو أفضل بكثير، ولتكن الأسباب التي حالت دون تحقيق أمنياتنا دروسا وعبرا للمستقبل.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )