لتكن قمة «لمّ الشمل»
ليس صعبا ان يستنتج أي شخص ان أوضاع العالم العربي اليوم لا تسر صديقا وفي الوقت نفسه لا يمكن لعدو أن يتمنى أفضل منها!
انقسامات وسجالات وحروب كلامية والضحية «الموقف العربي الموحد» الذي تحول للأسف إلى «الموقف العربي المتشظي».
صاحب السمو الأمير وعميد الديبلوماسية العالمية الشيخ صباح الأحمد أكد خلال حديثه عن أسباب الدعوة للقمة الاقتصادية وأهدافها ان «تشابك العرب اقتصاديا سيؤدي إلى تقاربهم سياسيا»، وسموه ينطلق في ذلك من الدور الكويتي الجامع للعرب، ومن تاريخ الكويت الذي يؤكد تعاليها على الجراح وتسامحها وتضحياتها في سبيل وحدة الكلمة العربية.
ودعوة صاحب السمو الأمير تجعلنا نعود بالذاكرة إلى ما كانت عليه أوروبا قبل 7 عقود من الآن والمذابح التي شهدتها ثم سلوكها طريق الوحدة وتذليل الخلافات ونسيان فظائع ومجازر الحرب العالمية الثانية وأهوالها من نقطة بداية جامعة في مصلحة الكل هي: الاقتصاد.
فمن الانفتاح الاقتصادي ولدت الوحدة الأوروبية الاقتصادية وتلتها مراحل التعاون ثم الاتحاد السياسي تدريجيا.
وبالأمس طالعنا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح بأن العرب خسروا 2.5 تريليون دولار بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها، وهذا الرقم يعكس فداحة الخسارة الاقتصادية التي مني بها العرب والتي إن لم يواجهوها بحلول ناجعة فسيدفعون أثمانا أكبر على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.
وهذا الواقع دليل آخر على ضرورة ان يكون الموضوع الاقتصادي على رأس الأولويات بين العرب لأن فيه مصلحتهم جميعا وانطلاقا منه تبرز أهمية القمة الاقتصادية في الكويت، والتي يجب ان تؤسس لسلسلة من القمم الدورية في نفس المجال.
من المستغرب والمؤسف ان تصبح القضية الفلسطينية، التي شكلت طيلة عقود قضية محورية متفقا عليها ووقودا للتقارب العربي، سببا للتباعد والتشتت والتشرذم اليوم.
الكويت في تاريخها لم تدخر جهدا في لم الشمل العربي ودفعت من أجله أثمانا باهظة سياسية ومادية ومعنوية، ولم تستقل من دورها أبدا في التقريب بين الأشقاء والاخوة الذين إذ نرحب بهم في بلدهم الثاني نتمنى ان يساعدوا الكويت على ان تكون قمتها الاقتصادية أولا قمة لم الشمل وثانيا قمة التفكير العقلاني والتعاون لتفادي تداعيات الأزمة العربية السياسية والاقتصادية.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )