صاحب الحكمة
اتخذ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ رعاه الله ـ «القرار الصعب» بحل مجلس الأمة حلا دستوريا، بعد أن خرجت الممارسة الديموقراطية عن إطارها الصحيح، ووصلت الأمور بين السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى حافة الهاوية.
كم من خطب سامية دعت السلطتين الى الالتزام بالأصول الدستورية التي تبدأ بتعاون السلطتين لإقرار القوانين بما يلبي مطالب وطموح أهل الكويت وينهض بالكويت بمشاريع إنمائية تنعكس إيجابا على حاضر البلاد ومستقبلها.
وكم من مرة اتسع صدر صاحب الأمر وتحلى بالصبر وقدم النصيحة الغالية، ليس لكون سموه رئيس السلطات فحسب، بل كونه حاملا لأمانة الكويت وأهلها، وكم من مرة شدد سموه على ضرورة تقديم المصالح العليا على المصالح العابرة التي أرهقت الكويت وأهلها حتى ضاق بسببها الخناق على الروح الإبداعية الكويتية وساد الإحباط.
لقد استُنفد صبر «الحكيم» وقبله استُنفد صبر الكويت بسبب «الملهاة السياسية» التي أفرط أعضاء السلطتين في استخدامها، فغابت معها القوانين وتعطلت معها المشاريع النهضوية والتنموية.
أُقحمنا في «دوامة الاستنزاف» بسبب الجدل العقيم، فدفعنا أثمانا غالية عنوانها إضاعة الوقت والجمود، فيكفينا ما دفعنا من تلك الأثمان الباهظة التي لا يمكن تعويضها إلا بخطة نهوض شاملة واضحة المعالم وواقعية في التنفيذ، مؤسسة على ديناميكية الروح الكويتية التي عانت من تضييق مبرمج لأفقها الرحب.
ويجب ألا يُلقى بعبء تنفيذ هذه الخطة على الحكومة، بل تشملنا كلنا ككويتيين أيا كان موقعنا.
لننظر الى ما أنجزناه تجاه كويتنا ونحاسب أنفسنا، فأمانة الديرة عظيمة ولا نحتاج الى التذكير بواجبنا تجاهها أو حقها علينا، ولنا فيما بذله شهداؤنا الأبرار من أجل الكويت ومن أجل حريتنا وكرامتنا أعز دليل.
كلنا مسؤولون عما وصلنا اليه من حال، وكلنا مسؤولون عن إعادة الكويت الى مركزها الحقيقي كنجم ساطع في سماء العزة والرخاء.
لنوخذانا نقول: «هلمه.. هلمه».
فبسواعد وبهمة أجدادنا اجتازت الكويت الصعاب، وبإيماننا بشرعيتنا وحقنا أعدنا كويتنا طاهرة من دنس الاحتلال، وبهمتنا وطاعة ولي أمرنا والإقرار بحكمته ستُذهِل الكويت مَنْ شكك بها وتجاوز في حقها وفرط في أمانتها.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )