تمر اليوم الذكرى الـ 19 للغزو الصدامي الآثم بما تختزنه من أحداث هزت وجدان العالم.
إنها ذكرى الغدر وسقوط المفاهيم وانتهاك الأعراف والجرح الغائر الذي سيستمر مفتوحا ما بقي مصير من تبقى من مفقودينا معلقا، وما لم نستعد حقوقنا المشروعة والمنصوص عليها في القرارات الدولية واستمرت التعديات العراقية على حدودنا.
كيف ننسى اليوم الذي حاول فيه النظام العراقي البائد إلغاء بلدنا من الوجود؟ وكيف ننسى تشريد الآلاف من أهلنا وتدمير هويتنا وسلب حريتنا؟ كيف ننسى صور الإعدام العشوائي لرموز مقاومتنا؟
رغم هول مأساة ما جرى في 2 أغسطس 1990 لم تدخر الكويت جهدا في مساعدة العراقيين على التخلص من نظام الطاغية المقبور، ورغم ذلك نسمع اليوم أصواتا نشازا في العراق تتنكر لهذا الدور وتحاول الخلط بين صورة الضحية وصورة الجلاد وتزوير التاريخ وتحريف الحقائق والتقليل من مأساوية ما تعرض له بلدنا.
من حق العراق كأي دولة ان يتطلع إلى مستقبل أفضل، لكن ليس على حساب غيره، والكويت كما تؤكد قيادتنا الحكيمة ترغب في الحفاظ على علاقات عنوانها حسن الجوار مع النظام الجديد في بغداد، ولكن هذا لا يلغي الواقع بأن الكويت هي من تعرض للعدوان الآثم الذي تستمر بعض آثاره الى اليوم ومنها الانتهاكات الحدودية.
والأخطر انه في الوقت الذي يتحدث فيه العراقيون عن التغيير في بلدهم ونظرتهم الجديدة إلى المنطقة، تستمر نفس التهديدات التي كانت مستخدمة أيام الطاغية المقبور صدام.
أمام هذا الواقع، وبعكس ما يحاول العراقيون إشاعته اليوم، فإن مفاتيح حل المشكلات العالقة بأيديهم، وأولها موضوع الحدود الذي جاء تقرير أمين عام الأمم المتحدة الأخير ليؤكد انتهاكاتهم له وضرورة التزامهم بالقرارات الدولية، كما تقع عليهم المسؤولية في إثبات زوال النوايا العدوانية تجاه جيرانهم.
وبأي حال من الأحوال فإن تصحيح العلاقات وتصويبها لا يعنيان أبدا أن ننسى التاريخ ونتنكر لما جرى في 2/8 الأسود.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )