أسفت مصادر طبية مطلعة لما وصفته بـ «غياب خطة إدارة الأزمات والتعامل مع الأخطار» عن حملة وزارة الصحة لمواجهة إنفلونزا الخنازير، مؤكدة في الوقت نفسه أن ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية بقولها إن «الكويت شهدت مبالغة في التعامل مع الوباء» هو صحيح تماما وسببه أن السلطات الصحية في البلاد تعاني من عقدة رعب من المساءلة السياسية ومن الهجوم النيابي اليومي عليها والذي يبدو أنه يشغلها بدرجة أكبر من انشغالها بمواجهة الوباء.
وأوضحت المصادر أن أبرز دليل على غياب خطة إدارة الأزمات هو أن الحالات المصابة مازالت تتوافد إلى المستشفيات يوميا وتساهم في تعريض المرضى والهيئات الطبية والتمريضية للخطر بسبب عدم الالتزام بما ذهبت إليه الدول المتقدمة في التعامل مع الوباء.
واستشهدت المصادر بما يجري في بريطانيا، حيث يطّلع كل المواطنين البريطانيين على تطورات المعالجة على صفحة الكترونية على شبكة الإنترنت للـ nhs أو هيئة الصحة الوطنية (national health service) وفيها إشارة إلى وجود خط ساخن وكيفية تعريف المصاب بالوباء والذي حين اتصاله بالجهات المعنية يواجه أسئلة يتوصل من خلالها الأطباء إلى تحديد حالته وما تحتاجه سواء من عناية مركزة أو معالجة طبيعية.
كما يتم التواصل مع أحد أقاربه كوسيط لتزويده بالأدوية.
وتابعت المصادر: لا يجوز الاستمرار في استقبال المصابين بالمستشفيات مباشرة ودون تنظيم ولابد من إيجاد وسائل للاتصال بهم والتواصل معهم وجهاز تنظيمي يتولى رعايتهم وهم في منازلهم كما في بريطانيا وأميركا وغيرها، مشيرة إلى أن معالجة المرضى في البيوت لاتزال عملية جزئية في الكويت وقد بدأت متأخرة ونتج عن ذلك تلويث العديد من أجنحة المستشفيات وغرف العناية المركزة.