حمل لقاء سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد برؤساء التحرير أول من أمس العديد من العناوين الواعدة التي تبعث على التفاؤل، خصوصا ما أثاره سموه حول خطة الحكومة التي طال انتظارها وستطرح على مجلس الأمة مطلع دور الانعقاد المقبل، لتكون منطلقا وإطارا لمرحلة تنموية يتطلع كل أهل الكويت لإنجازها، لتلاقي رغبة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في النهوض والتقدم.
استعرض سمو الشيخ ناصر المحمد عددا مهما من المشاريع في مختلف الميادين، سيتزامن تنفيذها مع آليات حديثة توفق بين سرعة الإنجاز ومعايير الجودة وضوابط الرقابة بأساليب علمية تضمن تحقيق أفضل النتائج والنقلة النوعية المأمولة في مستوى الخدمات العامة وإدارة المشاريع، وهي أمور تستحق الحكومة كل التشجيع على تبنيها وتفعيلها وتكريسها.
ومع تسليط الضوء على الخطة ومضامينها، تأتي المرحلة الأهم وهي توفير الجو السياسي الملائم لإقرارها ثم الشروع في تطبيقها، ومما لا شك فيه ان ما عدده سمو الشيخ ناصر المحمد من مشاريع يجسد طموحات مواطنينا الذين سئموا من حالة الجمود التي فرضتها الأزمات السياسية المتعاقبة بما حفلت به من شحن ومزايدات، كان ولايزال أبرز ضحاياها مصلحة البلد واقتصاده.
ما سمعه رؤساء التحرير من رئيس الوزراء هو استعداد كامل من الحكومة لمد يد التعاون لمجلس الأمة، لأنه ما من أحد في الكويت إلا ويتمنى ان يرى المشاريع التي تحدث عنها سمو الشيخ ناصر المحمد تبصر النور، وهي بالأساس حزمة جامعة للعديد من المطالبات النيابية باسم المواطنين الذين يمثلونهم وتنفيذها سيكون نجاحا مشتركا يجب ان يكون المسعى والغاية لكل الفرقاء.
ان حضور الوزراء المعنيين بملفات الخدمات العامة كان مؤشرا مهما على تأكيد التنسيق الحكومي المطلوب لمواكبة تنفيذ خطة بهذا الحجم، ونحن نشكر سمو رئيس الوزراء على دعوتهم ونتمنى ان يكون اللقاء الذي اتسم بالصراحة والواقعية منطلقا لسلسلة من اللقاءات المماثلة لتكون الصحافة شاهدا على مراحل تقديم الخطة وتنفيذها بإذن الله.
الكويت تستحق منا جميعا الكثير، وأقل ما نقدمه لها ان نتضامن للحفاظ عليها وتحقيق تنميتها وتقدمها وتقديم مصلحتها على أي اعتبار آخر.