جاءت كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ورعاه ـ كقراءة وتشخيص دقيق لحالة الحراك السياسي التي اجتاحت البلاد أخيرا.
ولعل أدق وصف أطلقه صاحب السمو لما يدور في الساحة السياسية من تجاذبات حين قال سموه: «ما ابتليت به الساحة الكويتية من ممارسات تجاوزت كل الحدود في تشويه وجه الحرية والديموقراطية والعمل الوطني لتفتح باب الفوضى والانفلات».
وهذه القراءة الشاملة من «النوخذة» لما يدور على الساحة تستوجب من الجميع قراءة متأنية للأحداث التي شهدتها الساحة السياسية ومواقفهم منها بمعرفة كيف يمكن ان «نعقلن» مواقفنا السياسية تجاه ما يحدث وسيحدث في القادم من الأيام.
وليس خفيا ان الجميع يجب ان يكونوا مسؤولين أمام ما يحدث لأننا كلنا شركاء في هذا الوطن ولعل التحذيرات التي أطلقها سموه تفرض على الجميع ان يتمعنوا جيدا في قراءتها حين ناشد الجميع: «علينا ان نعي وندرك مخاطر الفتنة البغيضة التي لا يجدي معها حل أو علاج ولن يكون فيها رابح، فالخاسر فيها دائما هو الوطن».
وفي ظل ما تمور به المنطقة من متغيرات خطيرة ليس أقلها التطورات المتسارعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو ما يحدث في اليمن
أو أوضاع العراق فإنه لا يمكن ان يكون اللجوء إلى الشارع وتجييشه هو الممارسة السياسية التي ننشدها.
ان كلمة «أمير الحكمة» جاءت لتؤكد ان السفينة بأيد أمينة وعلى الجميع بكل انتماءاتهم ان تكون كلمة سموه نبراسا لهم، وان يكونوا عند حسن ظنه في نبذ الطائفية والعنصرية والتمسك بالثوابت الوطنية.